Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 57-65)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } : لفظةُ الخَطْب إِنما تستعمل في الأمور الشِّدَاد ، وقولهم : { إِلا آلَ لُوطٍ } : ٱستثناءٌ منقطعٌ ، و « الآلُ » : القومُ الذي يَؤولُ أمرهم إِلى المضافِ إِليه ؛ كذا قال سَيبَوَيْهِ ؛ وهذا نصٌّ وفي أن لفظة « آل » ليست لفظة « أهْل » ؛ كما قال النَّحَّاس ، و { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } : استثناءٌ متصلٌ ، وٱلاستثناءُ بعد ٱلاستثناءِ يردُّ المستثنى الثاني في حُكْم الأمر الأول ، و { ٱلْغَـٰبِرِينَ } ؛ هنا : أي : الباقين في العذابِ ، و « وغَبَر » : من الأضدادِ ، يقال في الماضِي وفي الباقي ، وقولُ الرسُل للوط : { بَلْ جِئْنَـٰكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } ، أي : بما وَعَدَكَ اللَّه من تعذيبهم الذي كانوا يَشْكُونَ فيه ، و « الْقَطْعُ » : الجُزْءُ من الليل . وقوله سبحانه : { وَٱتَّبِعْ أَدْبَـٰرَهُمْ } ، أي : كن خلفهم ، وفي ساقتهم ، حتى لا يبقَى منهم أحد ، { وَلاَ يَلْتَفِتْ } : مأخوذٌ من ٱلالتفاتِ الذي هو نظر العين ، قال مجاهد : المعنى : لا ينظر أحد وراءه ، ونُهُوا عن النظر مَخَافَةَ العُلْقَةِ ، وتعلُّقِ النفْسِ بِمَنْ خلف ، وقيل : لَئِلاَّ تنفطر قلوبُهُمْ من معايَنَة ما جَرَى على القَرْية في رَفْعها وطَرْحِها .