Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 13-17)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ } : ذرأ : معناه : بثَّ ونَشَرَ . و { مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ } أي أصنافه ، ويحتمل أنْ يكون التنبيهُ على ٱختلافِ الألوان من حُمْرةٍ وصُفْرةٍ وغير ذلك ، والأول أبْيَنُ . وقوله سبحانه : { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } : البَحْر : الماءُ الكثيرُ ، ملْحاً كان أو عَذْباً . قال ابنُ العربيِّ في « أحكامه » : قولُهُ تعالى : { وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } : يعني به اللؤلُؤَ والمَرْجان ، وهذا ٱمتنانٌ عامٌّ للرجال والنساء ، فلا يحرم عليهم شيءٌ من ذلك . انتهى . و { مَوَاخِرَ } : جمعَ مَاخِرَة ، والمَخْر ؛ في اللغة : الصَّوْت الذي يكون من هبوبِ الريح علَى شيءٍ يشقُّ أو يصحب في الجملة الماءَ ؛ فيترتَّب منه أنْ يكون المَخْر من الريحِ ، وأنْ يكون من السفينةِ ونحوها ، وهو في هذه الآيةِ من السُّفُنِ ، وقال بعضُ النحَاةِ : المَخْزُ ؛ في كلامِ العرب : الشَّقُّ ؛ يقال : مَخَرَ المَاءُ الأَرْضَ ، وهذا أيضاً بيِّن أن يقال فيه للفلْكِ مَوَاخِر . وقوله : { وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } : يحتملُ : تهتدون فِي مَشْيِكم وتصرُّفَكُمْ في السُّبُل ، ويحتملُ تهتدُونَ بالنَّظَر في دَلاَلة هذه المَصْنُوعات علَى صَانِعِها . { وَعَلَٰمَـٰتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } : قال ابن عبَّاسٍ : العلامَاتُ : معالمُ الطُّرُق بالنهار ، والنجومُ : هدايةُ الليل ، وهذا قولٌ حَسَن ؛ فإِنه عمومٌ بالمعنَى ، واللفظةُ عامَّة ؛ وذلك أَنَّ كُلَّ مَا دَلَّ على شيْءٍ وأعلَمَ به ، فهو علامةٌ ، و { ٱلنَّجْمِ } ؛ هنا : اسمُ جنسٍ ، وهذا هو الصَّواب .