Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 48-53)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ … } الآية : قوله : { مِن شَيْءٍ } لفظٌ عامٌّ في كلِّ شخصٍ وجرْمٍ له ظلٌّ كالجبال والشجر وغير ذلك ، وفَاءَ الظِّلُّ رجَعَ ، ولا يقالُ : الفيء إلاَّ مِنْ بعد الزوال ؛ في مشهور كلام العرب ، لكنْ هذه الآية : الاعتبار فيها من أول النَّهار إلى آخره فكأنَّ الآية جاريةٌ في بعْضٍ ؛ على تجوُّز كلام العرب واقتضائه ، والرؤية ، هنا : رؤيةُ القَلْبُ ولكنَّ الاعتبار برؤية القلب هنا إنما تكونُ في مرئيَّات بالعينِ ، و { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ } ؛ هنا : فيه تجوُّز وآتساعٌ ، وذكَرَ الطبريُّ عن الضَّحِّاك ، قال : إذا زالَتِ الشمْسُ ، سَجَدَ كلّ شيء قِبَلَ القبْلة من نَبْت أو شجر ؛ ولذلك كان الصالحُونَ يستحبُّون الصلاة في ذلك الوقْت . قال الداووديُّ : وعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَال تُحْسَبُ بِمِثْلِهِنَّ في صَلاَةِ السَّحَرِ » قَالَ : « وَلَيْسَ شَيْءٌ إِلاَّ يُسَبِّحُ للَّهِ تِلْكَ السَّاعَةَ " وقرأ : { يَتَفَيَّأُ ظِلَـٰلُهُ … } الآية كلُّها . انتهى . و « الدَّاخر » : المتصاغر المتواضع . وقوله سبحانه : { يَخَـافُونَ رَبَّهُمْ } : عامٌّ لجميع الحيوانِ ، و { مِّن فَوْقِهِم } : يريد : فوقية القَدْر والعَظَمة والقَهْر . وقوله سبحانه : { وَلَهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } : { ٱلسَّمَـٰوَاتِ } هنا : كلُّ ما ٱرتفَعَ مِنَ الخلق من جهة فَوْقُ ، فيدخل في ذلك العرشُ والكرسيُّ وغيرهما ، و { ٱلدِّينِ } : الطاعة والمُلْك ، و « الواصب » : الدائم ؛ قاله ابن عباس . ثم ذكَّر سبحانه بِنِعَمِهِ ، ثم ذَكَّر بأوقاتِ المَرَضِ ، وٱلتجاءِ العِباد إِليه سبحانه ، و « الضُّرُّ » ، وإِن كان يعمُّ كل مكروه ، فأكثرُ ما يجيء عن أرزاء البَدَنِ ، و { تَجْـئَرُونَ } معناه : ترفعون أصواتكم بٱستغاثة وتضرُّع .