Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 11-13)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ … } الآية : عبارةٌ عن إلقاء اللَّه تعالى النَوْمَ عليهم . وقوله : { عَدَدًا } نعت لـــ « السنين » والقصد به العبارة عن التكثير . وقوله : { لَنَعْلَمَ } : عبارة عن خروج ذلك الشيءِ إِلى الوجود ، أي : لنعلم ذلك موجوداً وإِلا فقد كان سبحانه علم أيَّ الحزبَيْن أحْصَى الأمَدَ ، و « الحْزَبان » : الفريقان ، والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم الفتية ، إِذ ظنوا لبثهم قليلاً ، والحزب الثاني هم أهْل المدينة الذين بعث الفتية على عَهْدهم حين كان عنْدَهم التاريخُ بأمْر الفتية ، وهذا قولُ الجمهور من المفسِّرين ، وأما قوله : { أَحْصَىٰ } فالظاهر الجيد فيه أنَّه فعل ماض ، و { أَمَدًا } منصوبٌ به على المفعول ، « والأمد » : الغاية ، ويأتي عبارةً عن المدَّة ، وقال الزَّجَّاج : { أَحْصَىٰ } هو « أفْعَل » ، ويعترض بأن « أَفْعَل » لا يكون من فْعلِ رباعيٍّ إِلا في الشاذِّ ، و { أَحْصَىٰ } : فعلٌ رباعيٌّ ؛ ويحتجُّ لقول الزَّجَّاج بأن « أفْعَل » من الرباعيِّ قد كثر كقولك : مَا أَعْطَاهُ لِلْمَالِ ، وكقوله عليه الصلاة والسلام في صفة جهنَّمِ : « أَسْود مِنَ القَارِ » وفي صفة حوضِهِ « أَبْيَض مِنَ اللَّبَنِ » . * ت * : وقد تقَّدم أن « أسْوَد » من « سود » ، وما في ذلك من النقْدِ ، وقال مجاهدٌ : { أَمَدًا } معناه عدداً ، وهذا تفسيرٌ بالمعنى . وقوله سبحانه : { وَزِدْنَـٰهُمْ هُدًى } أي : يسَّرناهم للعمل الصالحِ ، والانقطاع إلى اللَّه عزَّ وجلَّ ، ومباعدةِ الناسِ ، والزهْدِ في الدنْيا ، وهذه زياداتٌ على الإِيمان .