Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 17-18)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ } و { تَّزَاوَرُ } ، أي : تميل ، و { تَّقْرِضُهُمْ } معناه تتركهم ، والمعنى : أنهم كانوا لا تصيبهم شمْسٌ ألبتة ، وهو قول ابن عباس ، وحكى الزَّجَّاج وغيره ، قال : كان بابُ الكَهْف ينْظُرُ إِلى بناتِ نَعْشٍ ، وذهب الزَّجَّاج إِلى أن فعْلَ الشمس كان آيةً من اللَّه تعالى دون أنْ يكون باب الكهْفِ إِلى جهة توجِبُ ذلك ، والـــ { فَجْوَةٍ } : المتَّسِعَ ، قال قتادة : في فضاء منه ؛ ومنه الحديث : " فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ " . وقوله سبحانه : { ذَٰلِكَ مِنْ آيَـٰتِ ٱللَّهِ } الإِشارة إلى الأمر بجملته . وقوله سبحانه : { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ … } الآية : ذكر بعض المفسِّرين أن تقليبهم إِنما كان حفظاً من الأرض ، وروي عن ابن عبَّاس ، أنه قال لو مَسَّتهم الشمْسُ ، لأحرقتهم ، ولولا التقليبُ ، لأكلتهم الأرض ، وظاهر كلام المفسِّرين أن التقليب كان بأمر اللَّه وفعْلِ ملائكته ، ويحتمل أنْ يكون ذلك بإِقدار اللَّه إِياهم على ذلك ، وهم في غَمْرة النَّوْم . وقوله : { وَكَلْبُهُم } : أكثر المفسِّرين على أنه كَلْبٌ حقيقةً . قال * ع * : وحدَّثني أبي رحمه الله قال : سَمِعْتُ أبا الفضل بن الجَوْهَرِيِّ في جامِعِ مِصْرَ يقُولُ على منبر وعْظِهِ سنَةَ تسْعٍ وستِّينَ وأربعمائةٍ : مَنْ أحَبَّ أهْلَ الخير ، نال مِنْ بركتهم ، كَلْبٌ أحبَّ أهْل الفضل ، وصَحبهم ، فَذَكَره اللَّه في مُحْكَم تنزيله . و « الوَصِيدُ » العَتَبة التي لباب الكهْفِ أو موضعها إِن لم تكنْ ، وقال ابن عباس : « الوصيد » الباب والأول أصحُّ ، والباب المُوَصَدُ هو المُغْلَق ، ثم ذكر سبحانه ما حفَّهم به من الرُّعْب ، واكتنفهم من الهَيْبة ، حْفظاً منه سبحانه لهم ، فقال : { لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ … } الآية .