Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 51-53)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } الآية : الضمير في { أَشْهَدتُّهُمْ } عائدٌ على الكُفَّار ، وعلى النَّاس بالجملة فتتضمَّن الآية الرَّدَّ على طوائف من المنجِّمِين وأهْل الطبائعِ والمتحكِّمين من الأطبَّاء ، وسواهم مِنْ كل من يتخرَّص في هذه الأشياء ، وقيل : عائدٌ على ذرية إِبليس ، فالآية على هذا تتضمَّن تحقيرَهُم ، والقولُ الأول أعظم فائدةً ، وأقول : إنَّ الغرض أولاً بالآية هُمْ إِبليس وذريته ، وبهذا الوجْه يتَّجه الردُّ على الطوائف المذكورة ، وعلى الكُهَّان والعربِ المصدِّقين لهم ، والمعظِّمين للجنِّ ، حين يقولون : أعُوذُ بِعَزِيز هذا الوَادِي ، إِذ الجميع من هذه الفِرَقِ متعلِّقون بإِبليس وذريته ، وهم أضلُّ الجميع ، فهم المرادُ الأول بـــ { ٱلْمُضِلِّينَ } ، وتندرج هذه الطوائفُ في معناهم ، وقرأ الجمهور : « ومَا كُنْتُ » ، وقرأ أبو جعفر والجحْدَرِيُّ والحسن ، بخلافٍ « وَمَا كُنْت » ، « والعَضُد » : استعارة للمعين والمؤازر ، { وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَاءِيَ } أي : على جهة الاستغاثة بهم ، واختلف في قوله : { مَّوْبِقاً } ، فقال ابن عباس : معناه مهلكاً ، وقال عبد اللَّه بن عمر وأنس بن مالك ومجاهد : { مَّوْبِقاً } هو وادٍ في جهنَّم يجري بدَمٍ وصديدٍ . قال أنس : يحجز بين أهل النار وبَيْن المؤمنين . وقوله سبحانه : { فَظَنُّواْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا } ، أي : مباشروها ، وأطلق الناس أنَّ الظنَّ هنا بمعنى اليقين . قال * ع * : والعبارة بالظَّنِّ لا تجيء أبداً في موضع يقينٍ تامِّ قد قَالَهُ الحَسَن بل أعظم درجاته أن يجيء ، في موضع متحقِّق ، لكنه لم يقع ذلك المظْنُونُ ، والاَّ فمذْ يقع ويُحَسُّ لا يكادُ توجَدُ في كلامِ العربِ العبارةُ عنه بالظَّنِّ ، وتأمَّل هذه الآية ، وتأمَّل كلام العرب ، وروى أبو سعيد الخدريُّ ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ الكَافِرَ لَيَرى جَهَنَّمَ ، ويَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً " و « المَصْرِف » : المَعْدِل والمَرَاغ ، وهو مأخوذ من الانصرافِ من شيء إِلى شيء .