Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 54-59)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلإِنسَـٰنُ أَكْثَرَ شَيءٍ جَدَلاً } { ٱلإِنسَـٰنُ } هنا يراد به الجنْس ، وقد استعمل صلى الله عليه وسلم الآية على العمومِ في مروره بِعَلِيٍّ لَيْلاً ، وأمْرِه له بالصلاة بالليل ، فقال عليٌّ : إنما أنفُسُنَا يا رَسُولِ اللَّهِ بِيَدِ اللَّهِ ، أو كما قال ، فخرج صلى الله عليه وسلم ، وهو يضربُ فَخِذَه بيده ، ويقول : { وَكَانَ ٱلإِنسَـٰنُ أَكْثَرَ شَيءٍ جَدَلاً } . وقوله سبحانه : { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ … } الآية : { ٱلنَّاسَ } ، هنا يراد بهم كفَّار عصر النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، و { سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ } ، هي عذاب الأمم المذكورة في القرآن ، { أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ قُبُلاً } ، أي : مقابلةً عياناً ، والمعنى : عذاباً غير المعهود ، فتظهر فائدة التقسيمِ ، وقد وقَعَ ذلك بهم يَوْمَ بدرٍ ، وكأنَّ حالهم تقتضي التأسُّف عليهم ، وعلى ضلالهم ومصيرهم بآرائهم إِلى الخُسْران - عافانا اللَّه من ذلك - . و { لِيُدْحِضُواْ } معناه : يُزْهِقوا ، « والدَّحَض » : الطين . وقوله : { فَلَن يَهْتَدُواْ إِذاً } : لفظ عامٌّ يراد به الخاصُّ ممن حتم اللَّه عليه أنه لا يِؤمن ، ولا يهتدي أبداً ، كأبي جهل وغيره . وقوله : { بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ } قالت فرقة : هو أَجَلُ الموتِ ، وقالت فرقة : هو عذاب الآخرة ، وقال الطبري هو يَوْمَ بَدْرٍ والحَشْر . وقوله سبحانه : { لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } ، أي : لا يجدون عنه منجًى ، يقال : وَأَلَ الرَّجُلُ يَئِلُ ؛ إِذ نجا ، ثم عقَّب سبحانه توعُّدهم بذكْر الأمثلة من القَرى التي نَزَلَ بها ما تُوُعِّدَ هؤلاء بمثله ، و { ٱلْقُرَىٰ } : المدن ، والإِشارة إِلى عادٍ وثمود وغيرهم ، وباقي الآية بيِّن . قال * ص * : وقوله : { لَمَّا ظَلَمُواْ } في { لَمَّا ظَلَمُواْ } : إِشعارٌ بعلَّة الإِهلاك ؛ وبهذا استدلَّ ابن عُصْفُور على حرفية « لَمَّا » ؛ لأن الظرف لا دلالة فيها على العِلِّيَّة .