Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 60-60)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَـٰهُ لا أَبْرَحُ … } الآية : { مُوسَىٰ } هو ابنُ عمرانَ ، وفتاه هو يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ، وفي الحديث الصحيح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، أن موسى عليه السلام جَلَسَ يَوْماً في مَجْلِسٍ لَبني إِسْرَائيلَ ، وخَطَبَ ، فأَبْلَغَ ، فَقِيلَ لَهُ : هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْكَ ؟ قَالَ : لاَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، دُلَّنِي عَلَى السَّبِيلِ إِلى لقيه ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يَسِيرَ بطُوِلِ سَيْفِ البَحْرِ ، حَتَّى يَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ ، فَإِذَا فَقَدَ الحُوتَ ، فإِنَّهُ هُنَالِكَ ، وأُمِرَ أَنْ يَتَزَوَّدَ حُوتاً ، وَيَرْتَقِبَ زَوَالَهُ عَنْهُ ، فَفَعَلَ مُوسى ذَلِكَ ، وَقَالَ لِفَتَاهُ على جِهَةِ إِمْضَاءِ العَزِيمَةِ : لاَ أَبْرَحُ أَسِيرُ ، أي : لاَ أَزَالُ ، وإِنما قال هذه المقالَةَ ، وهو سائرٌ ، قال السُّهَيْليُّ : كان موسى عليه السلام أعلَمَ بعلْمِ الظاهر ، وكان الخَضِرُ أعلم بعلْم الباطنِ ، وأسرارِ المَلَكُوتِ ، فكانا بَحْرَيْن ٱجتمعاً بمجْمَعِ البَحْرَيْن ، والخضرُ شَرِبَ من عَيْن الحَيَاةِ ، فَهوَ حَيٌّ إِلى أن يخرج الدَّجَّال ، وأنَّه الرجُلُ الذي يقتله الدَّجَّال ، وقال البخاريُّ وطائفة من أهْل الحديث ، منهم شيخُنا أبو بَكْرِ بْنُ العَرَبيِّ رحمه اللَّه : مات الخَضِرُ قبل انقضاء المِائَةِ من قوله صلى الله عليه وسلم : " أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِه ، فإِنَّ إِلى رَأْسِ مِائَةِ عَامٍ مِنْهَا لا يَبْقَى عَلَى الأَرْضِ مِمَّنْ هُوَ عَلَيْهَا أَحَدُ " يعني من كان حيًّا حين قال هذه المقالَةَ ، وأما اجتماع الخِضَرِ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم وتعزيته لأهْل بيته ، فمرويٌّ من طرقٍ صِحَاحٍ ، وصحَّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال : " إِنَّمَا سُمِّيَ الخَضِرَ ؛ لأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ ، فاهْتَزَّتْ تَحْتَهُ خضراء " . قال الخطابي : الفروة وجه الأرض ، ثم أنشد على ذلك شاهداً انتهى . واختلف الناس في « مَجْمَعِ البَحْرَيْنِ » ، فقال مجاهد وقتادة هو مَجْمَعُ بَحْر فارس وبَحْر الروم ، وقالت فرقة { مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ } : هو عند طَنْجَة ، وقيل غير هذا ، واختلف في « الحُقُب » ، فقال ابن عباس وغيره : الحُقُب : أزمانٌ غير محدودة ، وقال عبد اللَّه بن عمرو ثمانون سنة ، وقال مجاهد : سبعون ، وقيل : سنةٌ .