Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 4-7)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّنْ رَّبّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } : اختلف المتأوِّلون من المراد بهذه الآية والتي قبلها ، فقال قوم : الآيتان جميعاً في جميع المؤمنينَ ، وقال آخرون : هما في مُؤْمِنِي أهْلِ الكتاب ، وقال آخرون : الآية الأولَىٰ في مُؤْمِنِي العربِ ، والثانيةُ في مؤمني أهل الكتاب ؛ كعبد اللَّه بن سَلاَمٍ ؛ وفيه نزلت . وقوله : { بِمَا أَنْزِلَ إِلَيْكَ } : يعني القرآن ، { وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ } ، يعني : الكتب السالفة ، و { يُوقِنُونَ } معناه : يعلَمُونَ عِلْماً متمكِّناً في نفوسهم ، واليقين أعلَىٰ درجات العلم . وقوله تعالَىٰ : { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّنْ رَّبِّهِمْ } إِشارة إِلى المذكورين ، والهُدَىٰ هنا : الإِرشاد ، والفلاحُ : الظَّفَر بالبغية ، وإدراك الأمل . قوله تعالَىٰ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ } إلى { عَظِيمٌ } : اختلف فيمن نزلَتْ هذه الآية بعد الاتفاق على أنها غير عامَّة لوجود الكفار قد أسلموا بعدها ، فقال قوم : هي فيمن سبق في علْمِ اللَّه ، أنه لا يؤمِنُ ، وقال ابن عَبَّاسٍ : نزَلَتْ في حُيَـــيٍّ بْنِ أَخْطَبَ ، وأَبِي ياسِرِ بنِ أَخْطَبَ ، وكعب بن الأَشْرَفِ ، ونظرائهم . والقولُ الأول هو المعتمد عليه . وقوله : { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ } معناه : معتدلٌ عندهم ، والإِنذار : إعلام بتخويف ، هذا حدُّه ، وقوله تعالى : { خَتَمَ } : مأخوذ من الخَتْم ، وهو الطبعُ ، والخاتَمُ : الطابَعُ ؛ قال في مختصر الطبريِّ : والصحيح أن هذا الطبع حقيقة … لا أنه مجاز ؛ فقد جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : " إنَّ العَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً ، نُكِتَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ ، وَنَزَعَ وَٱسْتَغْفَرَ ، صُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ زَادَ ، زَادَتْ ؛ حَتَّىٰ تَغَلَّقَ قَلْبُهُ ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَىٰ : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ المطففين : 14 ] " انتهى . والغِشَاوَةُ : الغطاء المغشي الساتر ، وقوله تعالَىٰ : { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } : معناه : لِمخالفتِكَ يا محمَّد ، وكفرِهِمْ باللَّهِ ، و { عَظِيمٌ } : معناه بالإضافة إِلى عذابٍ دونه .