Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 47-54)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرٰءِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ … } الآية جُمْلَةَ ما دُعي إليه فرعون الإيمان ، وإرْسال بني إسْرَائِيل ، وأَما تعذِيبُه بني إسْرَائيل ، فبذبح أَولادِهم ، وتسخِيرهم وإذْلاَلهم . وقولهما : { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } يحتمل أنْ يكون آخر كلام ؛ فيقوى أنْ يكون السلامُ بمعنى التَّحِيَّة ؛ كأَنَّهما رَغِبَا بها عنه ، وجَرَيَا على العُرْف في التسلِيم عند الفَرَاغِ مِنَ القول . ويحتمل أَنْ يكون في دَرْجِ القول ، فيكون خبراً بأن السلامة للمهتدين ، وبهذين المعنيين قالت كلّ فرقة من العلماء . وقوله سبحانه : { أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ } قالت فرقة : المعنى أَعطى كل موجود من مخلوقاتِه خلْقته ، وصورته ، أي : أكمل ذلك له ، وأتقنه { ثُمَّ هَدَىٰ } ، أي : يسّر كُلَّ شيء لمنافعه ؛ وهذا أحسنُ ما قيل هنا ، وأشرف معنىً وأعم في الموجودات . وقول فرعونَ : { فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ } يحتمل أن يريد ما بال القرون الأولى لم تبعث لها ، ولم يوجدْ أمرك عندها ؟ ويحتمل أن يريد فرعون قطعَ الكلام ، والرجوعَ إلى سؤال موسى عن حالة مَنْ سلف من الأمم ؛ روغاناً في الحجّة ، وحَيْدَةً . وقيل : البالُ : الحالُ ، فكأنه سأله عن حالهم ، وقولُ موسى [ عليه السلام ] : { عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ } يريد في اللَّوْحِ المحفُوظِ ، و { لاَّ يَضِلُّ } : معناه لا ينتلف ويعمه ، « والأزواج » هنا : بمعنى الأنواع . وقوله { شَتَّىٰ } نعتٌ للأزواج ، أي : مختلفة . وقوله { كلوا وٱرعَوْا } بمعنى هي صالحةٌ للأكل والرعي ، فأخرج العبارة في صيغة الأمر ؛ لأنه أرْجى الأفعال ، وأهزها للنفوس . و { ٱلنُّهَىٰ } جمع نُهْيَةٍ ، والنُّهْيَةُ : العَقْلُ النَّاهِي عن القبائح .