Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 74-79)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله عز وجل : { إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ … } الآية . قالت فرقة : هذه الآيةُ بجملتها مِنْ كلام السحرة لفرعون علىٰ جهة الموعظة له ، والبيان فيما فعلُوه . وقالتْ فرقةٌ : بلْ هي مِنْ كَلامِ اللَّه عز وجل لنبيّنَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم تنبيهاً على قُبْح ما فعل فرعون ، وحُسْنِ ما فعل السحرة ، وموعظة ، وتحذِيراً قد تضمنت القِصّة المذكورة مثاله . وقوله : { لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ } مختصٌّ بالكافر ؛ فإنه مُعَذّب عذاباً ينتهي به إلى الموت ، ثم لا يُجْهز عليه فيستريح ، بل يُعاد جلده ، ويجدّدُ عذابه . وأما مَنْ يدخل النار من المؤمنين بالمعاصي ، فهم قبل أن تخرجهم الشفاعةُ في غمرة قد قاربوا الموت ، إلا أنّهم لا يُجْهز عليهم ، ولا يجددُ عذابهم ؛ فهذا فرقُ ما بينهم وبين الكفار ، وفي الحديث الصحيح : " أَنَّهُمْ يُمَاتُونَ فِيهَا إمَاتَةً " ، وهذا هو معناها ؛ لأنه لاَ مَوْتَ في الآخرة : و { تَزَكَّىٰ } معناه : أطاع اللَّهَ ، وأخذَ بأَزْكَى الأُمور . وقوله سبحانه : { ولَقَدْ أَوْحَيْنَا إلَىٰ مُوسَىٰ } هذا ٱستِئْنافُ إخبارٍ عن شيء من أمر موسى ، وباقي الآية بيِّنٌ ، وقد تقدم ذكر ما يخصها من القصص . وقوله تعالى : { لاَ تَخَافُ دَرَكاً } أيْ : من فرعون ، وجنودِهِ ، { ولاَ تَخْشَىٰ } غرقاً من البحر . وقوله { مَا غَشِيَهُمْ } إبهام أهول من النصّ ؛ وهذا كقوله : { إذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ } [ النجم : 16 ] { وأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ } يريد : من أول أمره إلى هذه النهاية ، { وَمَا هَدَىٰ } مقابل لقوله : { وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } [ غافر : 29 ] .