Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 97-101)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ } يريد يومَ القيامة . وقوله : { فَإِذَا هِيَ } : مذهب سيبويه أنها ضمير القِصَّةِ ، وجَوَّز الفرَّاء أن تكون ضمير الإبصار ، تقدمت ؛ لدَلالة الكلام ، ومجيء ما يفسرها ، والشخوص بالبصر إحداد النظر دون أن يطرف ، وذلك يعترى من الخوف المُفْرِطِ ونحوه ، وباقي الآية بيِّن . وقوله سبحانه : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ … } الآية : هذه الآية مُخَاطَبَةٌ لكُفَّارِ مَكَّةَ ، أي : إنكم وأصنامكم حصب جهنم ، والحصب : ما توقد به النَّار ؛ إمَّا لأنها تحصب به ، أي : تُرْمَى ، وإمَّا أنْ يكون لغة في الحطب إذا رُمِيَ ، وإمَّا قبل أنْ يرمى فلا يُسَمَّى حصباً إلاَّ بتجوز ، وحرق الأصنام بالنار على جهة التوبيخ لعابديها ، ومن حيث تقع « ما » لمن يعقل في بعض المواضع ، اعترَضَ في هذه الآية عبدُ اللّه بنُ الزِّبعري على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال : إنَّ عِيسَى وعُزَيراً وَنَحْوَهُمَا قَدْ عُبِدَا مِنْ دُونِ اللّهِ ، فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا حَصَباً لجهنم ؛ فنزلت : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } الآية . والوردو في هذه الآية : ورودُ الدخولِ ، والزفيرُ : صوت المُعَذِّبِ ، وهو كنهيق الحمير وشبهه إلاَّ أَنه من الصدر .