Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 2-5)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ } وما بعده مختصٌ بالكُفَّارِ ، والذكر : القرآن ، ومعناه محدث نزوله ، لا هو في نفسه . وقوله : { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } جملة في موضع الحال ، أيْ : ٱستماعهم في حال لَعِبٍ ؛ فهو غير نافع ، ولا وَاصِلٍ إلى النفس . وقوله { لاَهِيَةً } حال بعد حال ، واختلف النحاةُ في إعراب قوله : { وَأسَرُّوا ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } فمذهبُ سيبويه ( رحمه الله تعالى ) : أن الضمير في { أَسَرُّوا } : فاعل ، وأن { ٱلَّذِينَ } بدل مِنْه ، وقال : ليس في القرآن لغةُ مَنْ قال : أكلوُنِي البَرَاغِيثُ ، ومعنى : { أسَرُّوا ٱلنَّجْوَى } تكلَّمُوا بينهم في السرِّ ، ومُنَاجَاتِ بعضهم لبعض . وقال أبو عبيدة : أسَرُّوا : أظْهرُوا ، وهو مِنَ الأضدَادِ ، ثم بيَّن تعالى الأمر الذي تَنَاجوا به ، وهو قولُ بعضهم لبعض على جهة التَّوبِيخ بزعمهم : { أفَتَّأْتُونَ ٱلسِّحْرَ } ؛ المعنى : أفَتَتَّبِعُون السحر وأنتم تبصرون ، ثم أمر اللَّه تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، أن يقول لهم وللناس جميعاً : قُلْ { رَبيِّ يَعْلَمُ ٱلْقََوْلَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ } أيْ : يعلم أقوالكم هذه ، وهو بالمرصاد في المَجَازاةِ عليها ، ثُمَّ عَدَّد سبحانه جَمِيعَ ما قَالتْهُ طوائِفُهم ووقع الاضرابُ بكُلِّ مقالة عن المتقدمة لها ؛ ليبيّن اضطرابَ أمرهم فقال تعالى : { بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلَـٰمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } والأَضْغَاثُ : الأَخْلاطُ ، ثم حكى سبحانه اقتراحهم ، آيةً تضطرهم ؛ كناقة صالح وغيرها ، وقولهم : { كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } دَالٌّ على معرفتهم بإتيان الرُّسُلِ الأَمَمَ المتقدمةَ .