Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 96-96)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ … } الآية , تحتمل « حتى » في هذه الآية أنْ تتعلَّقَ بـ { يَرْجِعُونَ } ، وتحتمل أنْ تكون حرفَ ابتداء ، وهو الأظهر بسبب « إذا » ؛ لأنها تقتضي جواباً ، واختلف هنا في الجواب ، والذي أقول به : أَنَّ الجواب في قوله { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَة } وهذا هو المعنى الذي قُصِدَ ذكرُه . قال * ص * : قال أبو البقاء : { حتى إِذَا } مُتَعَلِّقَةٌ في المعنى بـ { حرام } أي : يستمر الامتناع إلى هذا الوقت ، ولا عملَ لها في « إذا » . انتهى . وقرأ الجمهور : « فُتِحَتْ » بتخفيف التاء ، وقرأ ابن عامر وحده « فُتِّحَتْ » بالتشديد ، ورُوِيَ أنَّ يأجوجَ ومأجوجَ يشرفون في كلِّ يوم على الفتح ، فيقولون : غداً نفتح ، ولا يردون المشيئة إلى الله تعالى ، فإذا كان غد وجدوا الرَّدم كأَوَّلِهِ حتى إذا أذن اللّه تعالى في فتحه ، قال قائلهم : غداً نفتحه إن شاء اللّه تعالى ، فيجدونه كما تركوه قريبَ الانفتاح فيفتحونه حينئذٍ . * ت * وقد تقدم في « سورة الكهف » كثير من أخبار يأجوج ومأجوج فأغنانا عن إعادته ، وهذه عادتنا في هذا المُخْتَصَرِ أسأل اللّه تعالى أن ينفعنا وإيَّاكم به ، ويجعلَه لنا نوراً بين أيدينا ، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون إلاَّ مَنْ أتى اللّه بقلب سليم ، والحَدَبُ : كل مُسَنَّمٍ من الأرض ، كالجبل والظَرِب والكدية ، والقبر ونحوه . وقالت فرقة : المراد بقوله : { وَهُم } يأجوجُ ومأجوجُ ، يعني أنهم يطلعون من كل ثنية ومرتفع ويملؤون الأرضَ من كثرتهم . وقالت فرقة : المراد بقوله : « وهم » جميعُ العالم ، وإنَّما هو تعريف بالبعث من القبور . وقرأ ابن مسعود : « وَهُمْ مِنْ كُلِّ جَدَثٍ » بالجيم والثاء المثلثة ، وهذه القراءةُ تُؤَيِّدُ هذا التأويلَ ، و { ينسلون } : معناه : يسرعون في تطامن ، وأسند الطبريُّ عن أبي سعيد قال : " يخرج يأجوج ومأجوج فلا يتركون أحداً إلاَّ قتلوه ، إلاَّ أَهْلَ الحصون ، فيمرُّون على بحيرة طبرية فيمر آخرهم فيقول : كان هنا مرة ماء ، قال فيبعث اللّه عليهم النَغَف حتى تكسر أعناقهم ، فيقول أهل الحصون : لقد هلك أَعداءُ اللّه ، فيدلون رجلاً ينظر ، فيجدهم قد هلكوا ، قال : فينزل اللّه من السماء ماءً فيقذف بهم في البحر ، فيظهر اللّه الأَرض منهم " وفي حديث حذيفة نحوُ هذا ، وفي آخره قال : وعند ذلك طلوعُ الشمس مِن مغربها .