Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-31)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { ذَٰلِكَ } يحتمل أَنْ يكونَ في موضع رفع بتقدير : فرضكم ذلك ، أو الواجب ذلك ، ويحتمل أن يكون في محلِّ نصب بتقدير : امتثلوا ذلك ونحو هذا الإضمار ، وأَحْسَنُ الأشياءِ مُضْمَراً أحسنُهَا مظهراً ؛ ونحو هذه الإشارةِ البليغةِ قَوْلُ زُهَيْرِ : [ البسيط ] @ هَـٰذَا ، وَلَيْسَ كَمَنْ يَعْيَا بِخُطْبَتِهِ وَسْطَ النَّدِيِّ إذَا مَا نَاطِقٌ نَطَقَا @@ والحُرُمَاتُ المقصودة هنا هي أفعال الحج . وقال ابن العربي في « أحكامه » : الحرمات امتثال ما أَمَرَ اللّه تعالى به ، واجتنابُ ما نهى عنه ؛ فإنَّ للقسم الأَوَّلِ حرمةَ المبادرة إلى الامتثال ، وللثاني حرمةَ الانكفاف والانزجار . انتهى . وقوله : { فَهُوَ خَيْرٌ } ظاهر أنها ليست للتفضيل ، وإنما هي عِدةٌ بخير ، ويحتمل أن يجعل { خَيْرٌ } للتفضيل على تجوز في هذا الموضع . * ص * : { فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ } أي : فالتعظيم خير له ، انتهى . وقوله تعالى : { فَـٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَـٰنِ } يحتمل معنيين . أحدهما : أَنْ تكون « من » لبيان الجنس أي : الرجس الذي هو الأوثان ؛ فيقع النهي عن رِجْسِ الأوثان فقط ، وتبقى سائر الأرجاس نَهْيُهَا في غير هذا الموضع . والمعنى الثاني : أَنْ تكون « من » لابتداء الغاية فكأنه نهاهم سبحانه عن الرجس عموماً ، ثم عَيَّنَ لهم مبدأه الذي منه يلحقهم ؛ إذ عبادة الوثن جامعةٌ لكل فساد ورجس ، ويظهر أن الإشارة إلى الذبائح التي كانت للأوثان فيكون هذا مِمَّا يُتْلَى عليهم ، والمَرْوِيُّ عن ابن عباس وابنُ جُريج : أَنَّ الآية نَهْيٌ عن عبادة الأوثان ، و { ٱلزُّورِ } عامٌّ في الكَذِبِ والكفر ؛ وذلك أَنَّ كُلَّ ما عدا الحق فهو كذب وباطل . وقال ابن مسعود وغيرُه : إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : " عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ بِالشِّرْكِ ، وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ " والزُّورُ : مْشْتَقٌّ من الزَّوْرِ ، وهو الميل ، ومنه في جانب فلان زور ، ويظهر أَنَّ الإشارة إلى زور أقوالهم في تحريمِ وتحليلِ ما كانوا قد شرعوا في الأنعام ، و { حُنَفَاءَ } معناه مستقيمين أو مائلين إلى الحق ، بحسب أن لفظة الحنف من الأضداد ، تَقَعُ على الاستقامة ، وتقع على المَيْلِ ، والسحيق : البعيد .