Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 42-51)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَإِن يُكَذِّبُوكَ } : يعني : قريشاً ، { فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ * وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ … } الآية فيها وعد لقريشٍ ، و { فَأمْلَيْتُ } معناه : أمهلتُ ، والنكير مصدر بمعنى الإنكار . وقوله : « وبير معطلة » قيل : هو معطوف على العروش , وقيل : على القرية ؛ وهو أصوب . ثم وَبَّخَهُمْ تعالى على الغفلة وترك الاعتبار بقوله : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ } وهذه الآية تقتضي أَنَّ العقل في القلب ، وذلك هو الحق ، ولا يُنْكَرُ أَنَّ للدماغ اتصالاً بالقلب يوجب فساد العقل متى اختل الدماغ . وقوله : { فَتَكُونَ } : نصب بالفاء في جواب الاستفهام ؛ صُرِفَ الفعلُ من الجزم إلى النصب . وقوله سبحانه : { فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ } لفظ مبالغة كأنه قال : ليس العمى عَمَى العين ، وإنما العمى كُلَّ العمى عَمَى القلب ، ومعلوم أن الأبصار تعمى ، ولكن المقصود ما ذكرنا ؛ وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ " ، وَ " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَافِ " ، والضمير في { إِنَّها } للقصة ونحوها من التقدير ، والضميرُ في { يَسْتَعْجِلُونَكَ } لقريشٍ . وقوله : { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } وعيد وإخبار بأنَّ كل شيءٍ إلى وقت محدود ، والوعد هنا مُقَيَّدٌ بالعذاب . وقوله سبحانه : { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } قالت فرقة : معناه وإنَّ يوماً من أَيَّامِ عذاب اللّه كألف سنة من هذه ؛ لطول العذاب وبؤسه ، فكان المعنى أي من هذه السنين فما أَجْهَلَ مَنْ يَسْتَعْجِلَ هذا ، وكُرِّرَ قوله : { وَكَأَيِّن } ؛ لأَنَّهُ جلب معنى آخر ؛ ذكر أَوَّلاً القرى المُهْلَكَةَ دون إملاء ، بل بعقب التكذيب ، ثم ثَنَّى سبحانه بالممهلة ؛ لئلاَّ يفرحَ هؤلاء بتأخير العذاب عنهم ، وباقي الآية بَيِّنٌ ، والرزق الكريم : الجنة ، و { مُعَـٰجِزِينَ } معناه : مغالبين ، كأَنهم طلبوا عَجْزَ صاحب الآياتِ ، والآياتُ تقتضي تعجيزهم ؛ فصارت مُفَاعَلَةً .