Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 5-12)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } إلى قوله : { هُمُ ٱلْعَادُونَ } يقتضي تحريمَ الزِّنا والاستمناءِ ومواقعةِ البهائم ، وكُلُّ ذلك داخل في قوله : { وَرَآءَ ذَٰلِكَ } ويريد : وراءَ هذا الحَدِّ الذي حُدَّ ، والعادي : الظالم ، والأمانة والعهد يَجْمَعُ كُلَّ ما تحمَّله الإنسان من أمر دينه ودُنياه قولاً وفعلاً . وهذا يعمُّ معاشرة الناس والمواعيد وغير ذلك ، ورعاية ذلك حِفْظُهُ والقيام به ، والأمانة أعمُّ من العهد ؛ إذ كل عهد فهو أمانة ، وقرأ الجمهور : « صَلَوَاتِهِمْ » وقرأ حمزة والكسائي : « صلاتهم » بالإفراد ، و { ٱلْوَٰرِثُونَ } يريد الجنة ، وفي حديث أَبي هريرةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إنَّ اللّهَ تعالى جَعَلَ لِكُلِّ إنْسَانٍ مَسْكَناً فِي الجَنَّةِ ، وَمَسْكَناً فِي النَّارِ ، فَأَمَّا المُؤْمِنُونَ فَيَأْخُذُونَ مَنَازِلَهُمْ ، وَيَرِثُونَ مَنَازِلَ الكُفَّارِ ، وَيَحْصُلُ الكُفَّارُ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي النَّارِ " . قلت : وَخَرَّجَهُ ابن ماجه أيضاً بمعناه عن أَبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْكُمْ إلاَّ مَنْ لَهُ مَنْزِلاَنِ : مَنْزِلٌ فِي الجَنَّةِ ، وَمَنْزِلٌ في النَّارِ ، فَإذَا مَاتَ ـــ يعني الإنسان ـــ وَدَخَلَ النَّارَ ، وَرِثَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْزِلَهُ ؛ فَذَلِكَ قوله تعالى : { أُولَئكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ } " قال القرطبي في « التذكرة » : إسناده صحيح ، انتهى من التذكرة . قال * ع * : أَنْ يُسَمِّيَ اللّه تعالى حصولَهم في الجنة وارثةً من حيثُ حصَّلُوهَا دون غيرهم ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " إنَّ اللّه أَحَاطَ الجَنَّةِ : لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ ، وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ ، وَغَرَسَ غِرَاسَهَا بِيَدِهِ ، وَقَالَ لَهَا : تَكَلَّمِي ، فقالت : « قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ » فقال : طُوبَى لَك مَنْزِلُ المُلُوكِ " خرجه البَغويُّ في « المسند المنتخب » له ، انتهى من « الكوكب الدُّرِّيِّ » .