Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 61-65)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي : إليها سابقون ، وهذا قول بعضهم في قوله : « لها » ، وقالت فرقةٌ : معناه وهم من أَجْلِها سابقون ، وقال الطبريُّ عنِ ابن عباس : المعنى : سبقتْ لهم السعادَةُ في الأَزَلِ ؛ فهم لها ، وَرَجَّحَهُ الطبريُّ بأنَّ اللام متمكنة في المعنى . وقوله سبحانه : { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } أظهر ما قيل فيه أنَّه أراد كتابَ إحصاءِ الأعمال الذي ترفعه الملائكة ، وقيل : الإشارة إلى القرآن ، والأول أظهر . وقوله سبحانه : { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } اخْتُلِفَ في الإشارة بقوله : { مِّنْ هَـٰذَا } هل هي : إلى القرآن ، أو إلى كتاب الإحصاءِ ، أو إلى الدِّينِ بجملته ، أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ } أي : من الفساد { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } : في الحال والاستقبالِ , والمُتْرَفُ : المُنَعَّمُ في الدُّنيا ، الذي هو منها في سَرَفٍ ، و { يَجْأَرُونَ } معناه : يستغيثون بصياح كصياح البقر ، وكَثُرَ استعمال الجُؤَار في البَشَرِ ؛ ومنه قول الأعشى : [ المتقارب ] @ يُرَاوِحُ مِنْ صَلَوَاتِ المَلِيك طَوْراً سُجُوداً وَطَوْراً جُؤَارَا @@ وقال * ص * : جأر الرجل إلى اللّه تعالى ، أي : تَضَرَّعَ ؛ قاله الحُوفِيُّ ، انتهى , وذهب مجاهد وغيره إلى أَنَّ هذا العذابَ المذكورَ هو الوعيدُ بيوم بَدْرٍ ، وقيل : غيرُ هذا . وقوله سبحانه : { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ } أي : يقال لهم يوم العذاب : لا تجأروا اليوم .