Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 77-83)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ … } الآية تَوُعُّدُ بعذاب غير مُعَيَّنٍ ، وهذا هو الصواب ، وهذه المَجَاعَةُ إنَّما كانت بعد وقعة بدر ، والمُبْلِسُ الذي قد نزل به شَرٌّ وَيئِسَ من زواله ونَسُخِهِ بخير ، ثم ابتدأ تعالى بتعديد نِعَمٍ في نفس تعديدها استدلالٌ بها على عِظَمِ قدرته سبحانه ، فقال : { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ … } الآية , أنشأ بمعنى : اخترع ، والأفئدة : القلوبُ ، وذرأ : بَثَّ وخلق . وقوله : { بَل } إضرابٌ ، والجَحْدُ قبله مُقَدَّر كأنه قال : ليس لهم نظر في هذه الآيات أو نحو هذا ، و { ٱلأَوَّلُونَ } : يشير به إلى الأُمَمِ الكافرة : كعاد وثمود . وقوله تعالى : { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَءابَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ … } الآية , قولهم : { وَءَابَاؤُنَا } إنْ حُكِيَ المقالة عن العرب فمرادُهُم مَنْ سَلَفَ من العالم ، جعلوهم آباءَ من حيث النوعُ واحدٌ ، وكونهم سلفاً ، وفيه تَجُوزٌ ، وإنْ حُكِيَ ذلك عن الأَوَّلِينَ فالأَمر مستقيم فيهم .