Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 84-91)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ } أَمَر اللَّه تعالى نَبِيَّهُ عليه السلام بتوقيفهم على هذه الأشياء التي لا يمكنهم إلاَّ الإقرارُ بها ، ويلزم من الإقرار بها توحيدُ اللَّه وإذعانهم لشرعه ورسالة رسله ، وقرأ الجميع في الأَوَّل : « للَّه » بلا خلاف ، واخْتُلِفَ في الثاني والثالث ، فقرأ أبو عمرو وحدَه : « اللَّه » جواباً على اللفظ ، وقرأ باقي السبعة : « للَّه » جواباً على المعنى ، كأنه قال في السؤال : لمن ملك السموات السبع ؟ وقوله سبحانه : { فَأَنَّى تُسْحَرُونَ } استعارة وتشبيه لما وقع منهم من التخليط وَوَضْعِ الأفعالِ والأَقوالِ غيرِ مواضعها ما يقع من المسحور ؛ عَبَّرَ عنهم بذلك . وقالتَ فرقة : { تُسْحَرُونَ } معناه : تمنعون ، وحكى بعضهم ذلك لُغَةً ، والإجارة : المنع ، والمعنى : أَنَّ اللَّه تعالى إذا أراد منع أحد فلا يقدر عليه ، وإذا أراد أخذَه فلا مانِعَ له . وقوله سبحانه : { وإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ } أي : فيما ذكروه من الصاحبة ، والولد ، والشريك ، تعالى اللَّه عن قولهم عُلُوّاً كبيراً ، وفي قوله سبحانه : { وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ } الآية . دليلُ التمانع وهذا هو الفسادُ الذي تَضَمَّنَهُ قوله تعالى : { لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا } [ الأنبياء : 22 ] . والجزءُ المُخْتَرَعُ مُحَالٌ أَنْ تَتَعَلَّقَ به قدرتان فصاعداً ، وقد تقدم الكلامُ على هذا الدليل ؛ فَأَغنى عن إعادته . وقوله : { إِذاً } جوابٌ لمحذوف تقديره : لو كان معه إلٰه إذاً لذهب .