Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 45-52)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظّلَّ … } الآية : مَدُّ الظل بإطلاقٍ : هو ما بين أول الإسفار إلى بُزُوغ الشمس ، ومن بعد مغيبها أيضاً وقتاً يسيراً ؛ فإنَّ في هذين الوقتين على الأَرض كُلِّها ظِلاًّ ممدوداً . { وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً } أي : ثابتاً غيرَ متحرك ولا منسوخ ، لكنه جعل الشمس ونسخها إيَّاه ، وطردها له من موضع إلى موضع ؛ دليلاً عليه مُبَيِّناً لوجوده ولوجه العبرة فيه ، وحكى الطبريّ أَنَّه : لولا الشمسُ لم يُعْلَمْ أَنَّ الظل شيء ، إذِ الأشياء إنَّما تُعْرَفُ بأضدادها . وقوله تعالى : { قَبْضاً يَسِيراً } يحتمل أَنْ يريد ، لطيفاً ، أي : شيئاً بعدَ شيءٍ ، لا في مرة واحدة . قال الداوُوديُّ : قال الضَّحَّاكُ : { قَبْضاً يَسِيراً } يعني : الظِّلَّ إذا علته الشمسُ ، انتهى . قال الطبريُّ : ووصف الليل باللباس من حيث يستُر الأَشياء ويغشاها ، والسبات : ضرب من الإِغماء يعترى اليقظانَ مرضاً ، فشُبِّهَ النوم به ، والنشور هنا : الإحياء ، شبَّهَ اليقظةَ به ، ويحتمل أَنْ يريد بالنشور وقتَ انتشار وتفرق ، و { أناسِيَّ } : قيل هو جمع إنسان ، والياء المُشَدَّدَةُ بدل من النون في الواحد ، قاله سيبويه ، وقال المُبَرِّدُ : هو جمع إنسي ، والضمير في { صَرَّفْنَاهُ } عائد على القرآن وإن لم يتقدم له ذكر ، ويَعْضُدُ ذلك قوله : { وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً } .