Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 53-57)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } مَرَجَ معناه : خَلَطَ . قال * ع * : والذي أقول به في معنى هذه الآية : أَنَّ المقصود بها التنبيهُ على قدرة اللّه تعالى في أنَّ بَثَّ في الأرض مياهاً عذبة كثيرة ، جعلها خلال الأُجَاجِ ، وجعل الأُجَاجَ خلالها ، كما هو مَرْئِيٌّ تجدُ البحر قد اكتنفته المياه العذبة في ضَفَّتِهِ ، وتجد الماء العذب في الجزائر ونحوها قد اكتنفه الماء الأُجاج ، وكُلٌّ باقٍ على حاله ومطعمه ؛ فالبحران : يراد بهما جميعُ الماء العذب ، وجميع الماء الأجاجُ ، والبرزخ والحجر هو ما بين البحرين من الأرض واليبس ؛ قاله الحسن ، ، والفرات : الصافي اللذيذُ المطعم ، والأُجَاجُ أبلغ ما يكون من الملوحة . وقوله تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَاءِ بَشَراً … } الآية تعديدُ نِعَمٍ على الناس ، والنسب : هو أنْ يجتمع إنسان مع آخر في أب أوأمٍّ ، والصِّهْرُ هوَ تَوَاشُجِ المناكحة ، فقرابة الزوجة هم الأختان ، وقرابة الزوج هم الأحماء ، والأصهار يقع عاماً لذلك كله . وقوله تعالى : { وَكَانَ ٱلْكَـٰفِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } أي : مُعِيناً ؛ يعينون على رَبِّهم غيرهم من الكفرة بطاعتهم للشيطان ، وهذا تأويل مجاهد وغيره ، والكافر هنا اسم جنس ، وقال ابن عباس : هو أبو جهل . قال * ع * : فيُشْبِهُ أَنَّ أبا جهل هو سبب الآية ، ولكنَّ اللفظ عام للجنس كله . قلت : والمعنى : على دِينِ رَبِّه ظهيراً . وقوله تعالى : { إِلاَّ مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } الظاهر فيه : أنَّه استثناءٌ مُنْقَطِعٌ ، والمعنى : لكن مسؤولي ومطلوبي مَنْ شاء أَنْ يهتدي ويؤمن ، ويتخذ إلى رحمة ربه طريقَ نجاة .