Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 10-21)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ } التقدير : واذكر إذ نادى ربك موسى ، وسَوْقُ هذه القصة تمثيل لكفار قريش في تكذيبهم النبيَّ صلى الله عليه وسلم . وقوله : { فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَـٰرُونَ } معناه : يعينني { وَلَهُم عَلَيَّ ذَنبٌ } يعني قَتْلَهُ القِبْطِيَّ . وقوله تعالى : { كَلاَّ } رَدٌّ لقوله : { إِنِّي أَخَافُ } أي : لا تخف ذلك ، وقول فرعون لموسى : { أَلَم نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } هو على جهة المَنِّ عليه والاحتقار ، أي : رَبَّيْنَاكَ صغيراً ، ولم نقتلك في جملة مَنْ قَتَلْنَا { وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } : فمتى كان هذا الذي تدَّعِيْهِ ، ثم قرره على قتل القبطي بقوله : { وَفَعَلْتَ فِعْلَتَكَ } والفَعْلَةُ - بفتح الفاء - : المَرَّةُ ، وقوله : { وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } يريد : وقتلت القبطيَّ وأنت في قتلك أَباه من الكافرين ؛ إذ هو نَفْسٌ لا يحلُّ قتلها ؛ قاله الضَّحَّاكُ ، أو يريد : وأنت من الكافرين بنعمتي في قتلك إياه ؛ قاله ابن زيد ؛ ويحتمل أن يريد : وأنت الآن من الكافرين بنعمتي ، وكان بين خروج موسى عليه السلام حين قتل القبطي وبين رجوعه نَبِيّاً إلى فرعون ـــ أَحَدَ عَشَرَ عاماً غيرَ أشهرٍ . وقوله : { قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً } : من كلام موسى عليه السلام والضميرُ في قوله : { فَعَلْتُهَا } لِقَتْلَةِ القِبْطِيِّ . وقوله : { وَأَنَا مِنَ ٱلضَّالِّينَ } قال ابن زيد : معناه : من الجاهلين بأنَّ وكزتي إياه تأتي على نفسه ، وقال أبو عبيدةَ : معناه : من الناسين ، ونزع بقوله : { أنْ تَضِلَّ إحْدَاهُمَا } [ البقرة : 282 ] ، وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس : « وأَنَا مِنَ الجَاهِلِينَ » ، ويشبه أن تكون هذه القراءة على جهة التفسير ، و { حُكْماً } يريد : النّبُوَّةَ وحكمتها . وقوله : { وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } درجة ثانية لِلنُّبُوَّةِ ، فرُبَّ نبيٍّ ليس برسول .