Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 48-50)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { فَلَمَّا جَاءَهُمُ ٱلْحَقُّ } يريد القرآن ومحمداً عليه السلام ، والمقالةُ التي قَالَتْها قريشٌ : { لَوْلاَ أُوتِي مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ } كانَتْ من تعليمِ اليهود لهم ؛ قالوا لهم : لِمَ لا يأتي بآية باهرةٍ كالعصَا واليدِ ، وغير ذلك ، فعكسَ اللّه عليهم قَوْلَهُم ، وَوَقَفَهُمْ على أَنهم قد وقَع منهم في تلك الآيات مَا وَقَع من هؤلاء في هذه ، فالضميرُ في قوله { يَكْفُرُواْ } لليهود ، وقرأ الجمهور : « ساحران » والمراد : موسى وهارون . قال * ع * : ويحتمل أن يريدَ بـ { مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ } مِنْ أَمْرِ محمدٍ والإخبارِ به الذي هو في التوراة . وقوله : { وَقَالُواْ إِنَا بِكُلٍّ كَـٰفِرُونَ } يُؤَيِّدُ هذا التأويلَ ، وقرأ حمزةُ والكسائي وعاصم : « سِحْران » والمرادُ بهما : التَّوراةُ والقرآنُ ؛ قاله ابن عباس ، و { تَظَـٰهَرَا } : معناه : تعاوناً . وقوله : { أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ } . قال الثعلبي : يعني : أهدى من كتابِ محمدٍ وكتابِ موسى ؛ انتهى . * ت * : ويحتملُ أنْ يكونَ الضميرُ في { يَكْفُرُوا } لقريشٍ كما أشار إليه الثعلبيُّ ، وكذا في { قَالُوا } لقريشٍ عندَه . و { ساحران } يريدونَ موسى ومحمداً ـــ عليهما السلام ـــ وهو ظاهرُ قولِهم : { إِنَا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } ؛ لأن اليهودَ لا يقولون ذلك في موسى في عصر نبينا محمد عليه السلام ، ويُبيِّن هذَا كلَّه قولُه تعالى : { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ … } الآية ، فإنَّ ظاهرَ الآيةِ أنَّ المرادَ قريشٌ وعَلَى هذا كله مَرّ الثَّعْلَبيُّ ، انتهى .