Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 65-72)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه { وَيَوْمَ يُنَـٰدِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } هذا النداءُ أيضاً للكفَّارِ ، و { فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَنبَآءُ } : معناه أَظْلَمَتْ عليهم جهاتُها . وقوله : { فَهُمْ لاَ يَتَسَاءَلُونَ } معناه ، في قول مجاهد : لاَ يَتَساءلون بالأرحامِ ويحتملُ أنْ يرِيدَ أنهم لا يتَساءلون عن الأبناء ، ليقين جَميعهِم أنه لا حُجَّةَ لَهُمْ . وقوله سبحانه : { فَعَسَىٰ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلْمُفْلِحِينَ } . قال كثير من العلماءِ : « عسى » من اللّه واجبة . قال * ع * : وهذا ظَنُّ حَسَنٌ باللّهِ تعالى يُشْبِهُ كَرَمَه وفَضْلَه سبحَانه ، واللازِمُ مِنْ « عسى » : أنها تَرْجِيَة لاَ وَاجِبَة ، وفي كتاب اللّه تعالى : { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ } [ التحريم : 5 ] . * ت * : ومعنى الوجوبِ هنا : الوقوعُ . وقوله سبحانه : { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ } ، قِيلَ : سَبَبُها ، قولُ قريش : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] . ونحوُ ذلك من قولهم ؛ فَرَدَّ اللّهُ عليهم بهذه الآيةِ ، وجماعة المفسرين : أن « ما » نافيةٌ ، أي : ليس لهم الخِيرَةُ ، وذهبَ الطبريُّ إلى أن { ما } مفعولة بـ { يَخْتَار } أي : ويختارُ الذي لَهُمْ فيه الخِيَرةُ ، وعن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " مِن سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللّهَ ، وَمِنْ شَقَاوَتِهِ تَرْكُهُ " رواه الحاكم في « المستدرك » ؛ وقالَ : صحيحُ الإسنادِ ، انتهى من « السلاح » . وباقي الآية بَيِّنٌ . والسَّرْمَدُ مِنَ الأَشْيَاءِ : الدَّائِمُ الذي لا ينقطعُ .