Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 166-167)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَمَا أَصَـٰبَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } ، يعني : يوم أُحُد . وقوله سبحانه : { وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، أيْ : ليعلم اللَّه المؤمن مِنَ المُنَافق ، والإشارة بقوله سبحانه : { نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ } : هي إلى عَبْد اللَّه بن أبَيٍّ وأصحابه ، حين ٱنْخَزَلَ بنَحْو ثُلُث النَّاسِ ، فمشَىٰ في إثرهم عبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزَامٍ أبُو جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فقَالَ لهم : اتقوا اللَّهَ ، ولا تَتْرُكُوا نبيَّكم ، وقاتلوا في سَبيلِ اللَّهِ ، أو ٱدفَعُوا ، ونحْوَ هذا من القولِ ، فقال له ابْنُ أُبَيٍّ : ما أَرَىٰ أَنْ يكُونَ قِتَالاً ، ولو علمْنا أنْ يكُونَ قتَالٌ ، لكنا معكم ، فلما يَئِسَ منهم عبْدُ اللَّهِ ، قال : ٱذْهَبُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ ، فَسَيْغُنِي اللَّهُ رَسُولَهُ عَنْكُمْ ، ومضَىٰ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَٱسْتَشْهَدَ . وقوله تعالى : { أَوِ ٱدْفَعُواْ } ، قال ابنُ جُرَيْجٍ وغيره : معناه : كَثِّروا السوادَ ، وإنْ لم تقاتِلُوا ، فيندفع القَوْم ؛ لكثرتِكُمْ ، وذهب بعضُ المفسِّرين إلى أنَّ قولَ عبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : « أو ٱدْفَعُوا » : استدعاء للقتَالِ حميَّةً ؛ إذ ليسوا بأهْلٍ للقتال في سبيل اللَّه ، والمعنَىٰ : قاتلوا في سبيل اللَّه ، أو قاتلوا دفاعاً عن الحَوْزَة ؛ ألا تَرَىٰ أنَّ قُزْمَانَ قَالَ في ذلك اليَوْمِ : واللَّهِ ، ما قاتلْتُ إلاَّ عَلَىٰ أحساب قَوْمِي ، وقَوْلِ الأنصاريِّ يومئذ ؛ لَمَّا أرسلَتْ قُرَيْشٌ الظَّهْرَ في الزُّروع : أَتُرْعَىٰ زُرُوعَ بَنِي قَيْلَةَ ، وَلَمَّا نُضَارِبْ .