Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 175-178)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ … } الآية : إشارة إلى جميع ما جَرَىٰ من أخبار الرَّكْب عن رسالة أبِي سُفْيَان ، ومِنْ جَزَعِ مَنْ جَزِعَ من الخَبَر . وقرأ الجمهورُ : « يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ » ، قالَ قوم : معناه : يخوِّف المنافقينَ ، ومَنْ في قلبه مرضٌ ، وحكى أبو الفَتْحِ بْنُ جِنِّي ، عن ابن عَبَّاس ؛ أنه قرأ « يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ » ، فهذه قراءةٌ ظهر فيها المفعولانِ ، وهي مفسِّرة لقراءة الجَمَاعة ، وفي قراءة أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : « يُخَوِّفُكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ » ، وفِي كتاب « القَصْد إلى اللَّه تعالَىٰ » ؛ للمحاسِبِيِّ ، قال : وكلما عَظُمَتْ هيبةُ اللَّه عزَّ وجلَّ في صدورِ الأولياء ، لم يهابوا معه غيره ؛ حياءً منه عزَّ وجلَّ أن يخافوا معَهُ سواه . انتهى . وقوله سبحانه : { وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ } ، والمسارعة في الكُفْر : هي المبادرة إلى أقواله وأفعاله ، والجِدُّ في ذلك ، وسَلَّى اللَّه تعالَىٰ نبيَّه ـــ عليه السلام ـــ بهذه الآية عنْ حالِ المنافقين والمجاهِرِين ؛ إذ كلُّهم مسارعٌ ، وقوله تعالى : { إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } : خبرٌ في ضِمْنِهِ وعيدٌ لهم ، أي : وإنما يضرُّون أنفسهم ، والحَظُّ : إذا أطلق ، فإنما يستعملُ في الخير ، وقوله سبحانه : { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ } : نُمْلِي : معناه : نُمْهِلُ ونَمُدُّ في العمر ، والمعنى : لا تَحْسَبَنَّ إملاءنا للذين كَفَرُوا خَيْراً لهم ، فالآيةُ ردٌّ على الكفَّار في قولهم : إنَّ كوننا مموَّلِينَ أصحَّة دليلٌ علَىٰ رِضا اللَّه بحالتنا .