Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 21-25)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ … } الآية : هذه الآيةُ نزلَتْ في اليهودِ والنصارَىٰ ، وتعمُّ كلَّ من كان بهذه الحال ، وفيها توبيخٌ للمعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، روَىٰ أبو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ " أَنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ قَتَلُوا ثَلاَثَةً وَأَرْبَعِينَ نَبِيًّا ، فَٱجْتَمَعَ مِنْ عُبَّادِهِمْ وأَحْبَارِهِمْ مِائَةٌ وعِشْرُونَ ؛ لِيُغَيِّرُوا المُنْكَرَ ، وَيُنْكِرُوا ، فَقُتِلُوا جَمِيعاً ، كُلُّ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وذَلِكَ مَعْنَىٰ قَوْلِهِ تَعَالَىٰ : { وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ } " ، و { حَبِطَتْ } : معناه : بَطَلَتْ . وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَـٰبِ ٱللَّهِ … } الآية : قال ابن عبَّاس : نزَلَتْ هذه الآيةُ بسبب أنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم دخَلَ بيْتَ المِدْرَاسِ عَلَىٰ جماعةٍ من يَهُود ، فدعاهمْ إِلى اللَّه تعالى ، فقال له نُعَيْمُ بْنُ عَمْرٍو ، والحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ : عَلَىٰ أَيِّ دِينٍ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ ، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : أَنا عَلَىٰ مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالا : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَهُودِيًّا ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : فَهَلُمُّوا إِلَى التَّوْرَاةِ ، فَهِيَ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَكُمْ ، فَأَبَيَا عَلَيْهِ ، وَنَزَلَتِ الآيةُ . قال * ع * : فالكتابُ ؛ في قوله : { مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ } : اسمُ جنس ، والكتابُ ؛ في قوله : { إِلَىٰ كِتَـٰبِ ٱللَّهِ } هو التوراةُ ، وقال قتادةُ وابنُ جُرَيْجٍ : هو القرآن ، ورجَّح الطبريُّ الأولَ . وقوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ } : الإشارة فيه إٍلى التولِّي والإِعراض ، أي : إِنما تولَّوْا ، وأعرضوا ؛ لاغترارهم بأقوالهم ، وٱفترائهم ، ثم قال تعالَىٰ خطاباً لنبيِّه محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وأمته ، علَىٰ جهة التوقيفِ والتعجيب : فكيف حالُ هؤلاءِ المغترِّين بالأباطيل ، إِذا حشروا يوم القيامة ، وٱضمحلَّتْ تلك الزخارفُ والدعاوَىٰ ، وجوَّزوا بما ٱكتسبوه مِنْ كفرهم ، وأعمالهم القبيحة ، قال ابن عطيَّة : والصحيحُ في يوم القيامةِ أنَّه يَوْمٌ ؛ لأنَّ قبله ليلةٌ ، وفيه شَمْسٌ ، وقال النقَّاش : المراد باليَوْمِ الوقْتُ .