Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 33-35)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً … } الآية : لما مضَىٰ صدْرٌ مِنْ مُحَاجَّةِ نصارَىٰ نَجْرَانَ ، والردُّ عليهم وبيانُ فسادِ ما هُمْ عليه ، جاءَتْ هذه الآياتُ مُعْلِمَةً بصورةِ الأمر الذي قد ضَلُّوا فيه ، ومُنْبِئَةً عن حقيقته ، كيف كانَتْ ، فبدأ تعالَىٰ بذكْرِ فضْل آدم ومَنْ ذُكِرَ بعده ، ثم خَصَّ امرأة عِمْرَانَ بالذكْرِ ؛ لأنَّ القصْدَ وصْفُ قصَّة القَوْم إِلى أنْ يبيِّن أمر عيسَىٰ ( عليه السلام ) ، وكيف كان ، وٱنصرف « نُوحٌ » ، مع عُجْمَتِهِ وتعريفِهِ ؛ لخفَّة الاِسم ؛ كَهُودٍ وَلُوطٍ ، قال الفَخْرُ هنا : ٱعلَمْ أنَّ المخلوقاتِ علَىٰ قسمَيْنِ : مكلَّفٍ ، وغيْرِ مكلَّفٍ ، واتفقوا علَىٰ أنَّ المكلَّف أفْضَلُ من غير المكلَّفِ ، واتفقوا على أنَّ أصنافَ المكلَّفين أربعةٌ : الملائكةُ ، والإِنْسُ ، والْجِنُّ ، والشَّيَاطِين . * ت * : تأمَّلْه جَعَلَ الشياطين قسيماً للجِنِّ . اهـ . والآلُ ؛ في اللغة : الأَهْلُ ، والقَرَابَة ، ويقال للأَتْبَاعِ ، وأهل الطَّاعة : آل ، والآلُ ؛ في الآيةِ : يحتملُ الوجهَيْنِ ، فَإِنْ أُريدَ بالآلِ : القَرَابَةُ ، فالتقديرُ أنَّ اللَّهَ ٱصطفَىٰ هؤلاءِ على عَالِمِي زمانِهِمْ ، أو على العَالَمِينَ جميعاً ؛ بأنْ يقدَّر نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم من آل إِبراهيم ، وإِن أُرِيدَ بالآلِ : الأَتْبَاعُ ، فيستقيمُ دُخُول أمَّة نبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم في الآلِ ؛ لأنها علَىٰ ملَّةِ إِبراهيم . وقوله تعالى : { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } ، أي : متشابهينَ في الدِّين ، والحالِ ، وعِمْرَانُ هو رجلٌ من بني إِسرائيل ، وامرأة عِمْرَانَ ٱسمُها حَنَّةُ ، ومعنَىٰ : { نَذَرْتُ } : جعلْتُ لكَ ما في بطْنِي محرَّراً ، أي : حَبِيساً علَىٰ خدْمةِ بَيْتِكَ ، محرَّراً من كلِّ خدمةً وشُغْلٍ من أشغال الدنيا ، والبَيْتُ الذي نَذَرَتْهُ له هو بَيْتُ المَقْدِسِ ، { فَتَقَبَّلْ مِنِّي } ، أي : ٱرْضَ عَنِّي في ذلِكَ ، وٱجعلْه فعلاً مقبولاً مُجَازًى به ، و { ٱلسَّمِيعُ } : إِشارةٌ إِلى دعائها ، و { ٱلْعَلِيمُ } : إِشارةٌ إلى نيَّتها .