Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 51-51)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { تُرْجِ مَن تَشَاء مِنْهُنَّ … } الآية ، ترجي معناه : تُؤَخِّرُ و { تُؤْوِي } معناه : تَضُمُّ وتُقَرب ، ومعنى هذه الآية : أن اللّه تعالى فَسَحَ لنبيِّه فيما يفعله في جِهَة النساء ، والضميرُ في { مِنْهُنَّ } عائدٌ على مَن تَقَدَّمَ ذكرُه من الأصْنَافِ ؛ حَسْبَ الخِلافِ المذكورِ في ذلك ، وهذا الإرجاء والإيواء يحتمل معاني ؛ منها ؛ أن المعنى في القَسْمِ ، أي : تُقرِّبُ مَنْ شِئْتَ فِي القسمةِ لَها مِن نَفْسِكَ وَتُؤَخِّرُ عَنْكَ مِن شِئْتَ وتُكْثِر لمن شئت وتُقِلُّ لمن شئت ، لا حرجَ عليكَ في ذلك ، فإذا عَلِمْنَ هنَّ أنّ هذا هو حكم اللّه لك ؛ رَضِينَ وقَرَّت أعينُهن ؛ وهذا تأويل مجاهد وقتادةَ والضحاك . قال * ع * : لأن سبَبَ هذهِ الآيةِ تَغَابُرٍ وَقَعَ بَيْنَ زَوْجَاتِ النبي صلى الله عليه وسلم تَأَذَّى بِهِ . وقَالَ ابن عباس : المعنَى في طَلاق مَنْ شَاء وإمْسَاك مَن شاء . وقال الحسنُ بن أبي الحسن : المعنى في تَزَوُّج من شَاء ؛ وترك مَنْ شَاء . قال * ع * : وعلى كلِّ مَعْنًى فالآيةُ معناها : التَوْسِعَة على النبي صلى الله عليه وسلم والإباحة له وذهب هبة اللّه في « الناسخ والمنسوخ » له إلى أن قولَه { تُرْجِي مَن تَشَاء … } الآية ، ناسخُ لقوله : { لاَّ يَحِلُّ لَكَ ٱلنِّسَاء مِن بَعْدُ } [ الأحزاب : 52 ] الآيةَ . وقوله تعالى : { وَمَنِ ٱبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ } يحتمل معاني : أحدها ؛ أن تَكونَ « من » للتبعيض ، أي : من أردت ؛ وطلبَتْه نفسُك ممن كنتَ قَدْ عزلتَه وأخَّرتَه ؛ فلا جناح عليك في رده إلى نفسِكَ وإيوائه إليك ، ووجه ثانٍ ؛ وهو أن يكونَ مُقَوِّياً ومُؤكِداً لقوله : { تُرْجِي مَن تَشَاء } و { تؤوي مَن تَشَاء } فيقول بعدُ ومَن ابتغيتَ ومَنْ عَزَلْتَ فذلكَ سواءٌ ؛ لا جناحَ عليك فِي ردِّه إلى نفسِكَ وإيوائه إليك . وقوله : { وَيَرْضَيْنَ بِمَا ءَاتَيْتَهُنَّ } أي مِنْ نفْسِك ، ومالِك ، واتفقتِ الرواياتُ على أنه ـــ عليه السلام ـــ معَ مَا جَعَلَ اللّه له من ذلكَ كان يُسَوِّي بينهن في القَسْمِ تَطْيِيباً لنفُوسِهنَّ ؛ وأخْذاً بالفَضْلِ ، وما خصه اللّه من الخَلق العظيم ـــ صلى اللّه عليه وعلى آله ـــ غَيْرَ أنْ سودةَ وَهَبَتْ يومَها العائشةَ تَقَمُّناً لمسَرَّةِ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم .