Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 11-12)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ … } الآية ، « إنما » ليست للحَصر هنا ؛ بل هيَ على جِهة تخصيصِ مَنْ ينفعُه الإنذارُ ، « واتباعُ الذكر » هو العملُ بما في كتابِ اللَّه والاقتداءُ به . قال قتادة : الذكر : القرآن . وقوله : { بِٱلْغَيْبِ } ، أي : بالخَلَواتِ عِنْد مَغِيبِ الإنسانِ عَنْ أعينِ البشَرِ . ثم أخبر ـــ تعالى ـــ بإحيائهِ المَوْتَى ردًّا على الكَفَرةِ ، ثم توعَّدَهم بذِكْرِ كُتُبِ الآثار وإحصاءِ كلِّ شَيْءٍ ، وكُلِّ مَا يَصْنعهُ الإنسانُ فَيَدْخُلُ فِيما قَدَّمَ ، ويَدْخَلُ فِي آثاره ، لكنه سبحانه ؛ ذكرَ الأمْرَ من الجهتَينِ ؛ وليُنَبِّهَ على الآثارِ التي تَبْقَى ، وتُذْكَرُ بَعْدَ الإنسانِ من خَيْرٍ وشرٍ . وقال جابر بن عبد اللَّه وأبُو سعيد : إن هذه الآيةَ نَزَلت في بني سَلَمَةَ ؛ على ما تقدم ، وقولُ النبي ـــ عليه السلام ـــ لَهُمْ : " دِيارُكُم تكْتبُ آثاركم " والإمامُ المبينُ : قال قتادة وابن زيد : هو اللَّوحُ المحْفُوظُ ، وقالت فرقة : أراد صُحُفَ الأعمالِ .