Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 66-69)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه { وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ } الضميرُ في « أعْيُنِهِمْ » لكفارِ قريش ، ومعنى الآية : تَبْيِينُ أَنَّهُمْ في قَبْضَةِ القدرةِ ، وبمَدْرَجِ العَذَابِ . قالَ الحَسَنُ وقتادة : أراد الأعْيُنَ حقيقة ، والمعنى : لأَعْمَيْنَاهُمْ ؛ فَلاَ يَرَوْنَ كَيْفَ يَمْشُونَ ؛ ويؤيدُ هذا مجانسةُ المَسْخِ لِلْعَمَى الحَقِيقِيِّ . وقوله : { فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرٰطَ } معناه : على الفَرْضِ والتقدير ، كأَنَّه قال : ولو شِئْنَا لأَعْمَيْنَاهم ، فَٱحْسِبْ أو قَدِّرْ أَنَّهُمْ يَسْتَبِقُونَ الصِّرَاطَ ؛ وهو الطريقُ ، فَأَنَّى لَهُمْ بالإبْصَارِ ، وَقَدْ أَعْمَيْنَاهُمْ ، وعبارةُ الثَّعْلَبِيِّ : وقالَ الحسنُ والسدي : ولو نشاء لَتَرَكْنَاهُمْ عُمْياً يَتَرَدَّدُونَ ؛ فَكَيْفَ يُبْصِرُونَ الطريقَ حينئذ ، انتهى ، وقال ابن عباس : أراد : أعْيُنَ البَصَائِر ؛ والمَعْنَى : لو شِئْنَا لَحَتَمْنَا عَلَيْهِمْ بِالكُفْرِ ؛ فلم يهتدِ منْهم أحَدٌ أبداً ، وبَيَّنَ تعالى في تنكِيسِه المُعَمَّرِينَ ، وأن ذلك مما لا يَقْدِرُ عليه إلا هو سبحانه ، وتَنْكِيسُه : تَحَوُّلُ خَلْقِه من القوةِ إلى الضَّعْفِ ؛ ومِنَ الفَهْمِ إلى البَلَهِ ، ونَحْوُ ذلك . ثم أخْبَرَ تعالى عَن حالِ نبيه محمدٍ ـــ عليه السلام ـــ رَادًّا عَلى مَنْ قَال من الكفرة : إنه شَاعرٌ وإن القرآن شِعْرٌ ـــ بقوله : { وَمَا عَلَّمْنَـٰهُ ٱلشّعْرَ … } الآية .