Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 158-160)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } الجِنَّةُ هنا : قيل : همُ الملائِكَةُ : لأنها مُسْتَجِنَّةٌ ، أي : مُسْتَتِرَةٌ ، وقيل : الجِنَّةُ همُ الشياطينُ ، والضميرُ في { وَجَعَلُواْ } لفِرْقَةٍ من كفارِ قريشٍ والعَرَبِ ، { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } أي : سَتَحْضُرُ أَمْرَ اللَّهِ وثوابَه وعقابَه ، ثم نَزَّهَ ـــ تعالى ـــ نفسَه عما يصِفُهُ الكفرةُ ، ومِنْ هَذا استثْنَىٰ عبادَه المُخْلَصِينَ ؛ لأنّهُمْ يَصِفُونَهُ بِصِفَاتِهِ العُلاَ ، وقالت فرقة : اسْتَثْنَاهُمْ من قولِه : { لَمُحْضَرُونَ } وعبارةُ الثعلبي : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ } أي : الملائكة أنَّ قائِلي هذه المقالةِ مِنَ الكفرةِ { لَمُحْضَرُونَ } في النَّارِ ، وقيل للحسابِ ، والأولُ أوْلَى لأنَّ الإحْضَارَ متَى جَاء في هذه الصُّورة عُنِيَ بهِ العذابُ { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } فإنَّهُمْ ناجُونَ مِنَ النَّار ، انتهى ، وفي البخاريِّ { لَمُحْضَرُونَ } أي : سيُحْضَرُونَ للحِسَابِ ، انتهى .