Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 9-14)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ … } الآية ، عبارةُ الثعلبيّ : { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ } يعني : مَفاتيح النبوَّة حتى يُعْطُوا مَنِ ٱخْتَارُوا ، نظيرَهَا { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبّكَ } [ الزخرف : 32 ] . قوله تعالى : { أَمْ لَهُم مٌّلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } يعني : أنَّ ذلكَ للَّهِ تعالى ؛ يَصْطَفِي مَنْ يَشَاءُ { فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَابِ } فَلْيَصْعَدُوا فِيمَا يُوَصِّلُهُمْ إلى السمواتِ ، فليأتوا منها بالوحي إلَىٰ مَنْ يختارونَ ، وهذا أمْرُ توبيخٍ وتَعْجِيزٍ ، انتهى ، ونحوه كلامُ * ع . ثم وعدَ اللَّهُ نبيَّهُ النَّصْرَ ، فقال : { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ } أي : مَغْلُوبٌ ممنوعٌ مِن الصُّعُودِ إلى السماء ، { مِّن ٱلأَحَزَابِ } أي : من جملة الأحزابِ ، قال * ع * : وهذا تأويل قَوِيٌّ ، وقالت فرقة : الإشارة بـ { هُنَالِكَ } إلى حمايةِ الأصْنَامِ وعَضْدِهَا ، أي : هؤلاءِ القومُ جندٌ مهزومٌ في هذهِ السبيلِ ، وقال مجاهد : الإشارةُ بـ « هنالكَ » إلى يوم بدر ، وهي من الأمورِ المُغَيَّبَةِ أُخْبِرَ بها عليه السلام . « وما » في قوله : { جُندٌ مَّا } زائدةٌ مؤكِّدةٌ ، وفيها تخصيصٌ ، وباقي الآية بيِّنٌ . وقال أبو حَيَّانَ { جُندٌ } خَبَرُ مبتدإٍ محذوفٍ ، أي : هُمْ جُنْدٌ وما زَائِدَة أو صِفَة أُريدَ بها التعظيمُ على سبيل الهُزْءِ بهم أو الاسْتِخْفَافِ ؛ لأن الصفةَ تُسْتَعْمَلُ على هذينِ المعنيينِ ، و { هُنَالِكَ } ظرفُ مكانٍ يُشَارُ بهِ إلى البَعِيدِ ، في مَوْضِعِ صِفَةٍ لـ { جُندٌ } ، أي : كائنٌ هنالك ، أو متعلِّقٌ بـ { مَهْزُومٌ } ، انتهى .