Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 45-52)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ … } الآية ، قال مجاهدٌ وغيره نَزَلَتْ في قراءةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم سورةُ النَّجم عِنْدَ الكَعْبَةِ بِمَحْضَرٍ من الكُفَّارِ ، وقرأ { أَفَرَءيْتُمُ ٱللَّـٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ … } [ النجم : 19 ] الآية ، وألقى الشيطانُ يَعْنِي في أسْمَاعِ الكفارِ ( تلك الغَرِانِقَةَ العُلَىٰ ) عَلَى مَا مَرَّ في سُورَةِ الحَج ، فَاسْتَبْشَرُوا ، واشمأَزَّتْ نُفُوسُهُمْ : معناه : تَقَبَّضَتْ كِبْراً وأَنَفَةً وكَرَاهِيَةً ونَفُوراً . وقوله تعالى : { قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ … } الآية ، أَمْرٌ لنبيهِ ـــ عليه السلام ـــ بالدعاءِ إليه وَرَدِّ الحُكْم إلَىٰ عَدْلِهِ ، ومعنَىٰ هذا الأَمْرِ تَضمُّنُ الإجابةِ . وقوله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } قال الثعلبيُّ : قال السُّدِّيُّ : ظَنُّوا أشياءَ أَنَّهَا حسناتٌ فبدَتْ سَيِّئاتٍ ، قال * ع * : قال سفيانُ الثوريُّ : ويلٌ لأهل الرياءِ مِن هذه الآية ، وقال عكرمة بن عَمَّار : جَزع محمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ عند المَوْتِ ، فقيل له : ما هَذَا ؟ فقال : أخافُ هذه الآيةَ { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } . وقوله تعالى : { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَـٰهُ نِعْمَةً مِّنَّا … } الآية ، قال الزَّجَّاجُ : التَّخْوِيلُ العطاءُ عَنْ غَيْرِ مُجَازَاةٍ ، والنِّعْمَةُ هنا عامَّةٌ في المالِ وغيرِه ، وتَقْوَى الإشارةُ إلى المالِ بقوله : { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } قال قتادة : يريد إنما أُوتيتُهُ علَىٰ علْمٍ مِنِّي بوجهِ المَكَاسِبِ والتِّجاراتِ ، ويحتملُ أن يريد : علَىٰ عِلْمٍ من اللَّهِ فيَّ وٱستحقاقٍ حُزْتُهُ عندَ اللَّه ، ففي هذا التأويلِ اغترارٌ باللَّه ، وفي الأول إعْجَابٌ بالنَّفْسِ ، ثم قال تعالى : { بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ } أي : ليس الأمْرُ كما قَال ؛ بل هذه الفَعْلَةُ بهِ فِتْنَةٌ له وٱبتِلاَءٌ ، ثم أَخْبَرَ تَعالَىٰ عمَّنْ سَلَفَ من الكَفَرَةِ ؛ أَنَّهُمْ قَدْ قَالُوا هذه المقالَةَ كَقَارُونَ وغيره ، { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } مَنَ الأمْوَالِ ، { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـؤُلاَءِ } المعاصرينَ لَكَ ، يا مُحَمَّدُ ، { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } . قال أبو حَيَّان : { فَمَا أَغْنَىٰ } يحتملُ أن تَكونَ « ما » نافيةً أو استفهاميةً فيها معنى النّفْي ، انتهى .