Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 53-54)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { قُلْ يَٰعِبَادِى ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ … } الآية ، هذه الآيةُ عامَّةٌ في جميع النَّاسِ إلى يوم القيامةِ ، فتَوْبَةُ الكَافِرِ تَمْحُو ذَنْبَهُ ، وتوبة العاصي تمحو ذنبَهُ ؛ علَىٰ ما تقدَّم تفصيلُهُ ، واختُلِفَ في سبب نزولِ هذه الآية ، فقال عطاءُ بن يَسَارٍ : نزلَتْ في وَحْشِيٍّ قَاتِلِ حمزة ، وقال ابن إسحاق وغيره : نزلَتْ في قومٍ بمكَّةَ آمنوا ، ولم يُهَاجِرُوا وفَتَنَتْهُمْ قُرَيْشٌ ، فَٱفْتَتَنُوا ، ثم نَدِمُوا وَظَنُّوا أنهم لا تَوْبَةَ لَهم ، [ فنزلَتِ ] الآيةُ فِيهِم ، منهم الوَلِيدُ بْنُ الوَلِيدِ وَهِشَامُ بْنُ العَاصي ؛ وهذا قولُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ، وأنه كَتَبَهَا بِيدِهِ إلَىٰ هشامِ بْنِ العَاصِي ، الحديثَ ، وقالتْ فرقةٌ : نزلَتْ في قومٍ كُفَّارٍ مِنْ أهْلِ الجاهليَّةِ ، قالوا : وَمَا يَنْفَعُنَا الإسْلاَمُ ، وَنَحْنُ قد زَنَيْنَا وَقَتَلْنَا النَّفْسَ ، وأَتَيْنَا كُلَّ كبيرةٍ ، فَنَزَلَتِ الآيةُ فِيهمْ ، وقالَ عليُّ بْنُ أبي طَالِبِ ، وابنُ مَسْعُودٍ ، وابنُ عُمَرَ : هذِهِ أرْجَى آية في القرآن ، ورَوَى ثَوْبَانُ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَا أُحِبُّ أَنَّ لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الآيةِ قُلْ يٰعِبَادِى … " و { أَسْرَفُواْ } معناه أَفْرَطُوا ، والقَنَطُ أعْظَمُ اليَأْسِ ، وقرأ نافعٌ والجمهورُ « تَقْنَطُوا » بفتح النون ، قال أبو حاتم : فيلزمهم أن يقرؤوا { مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } [ الشورى : 28 ] ـــ بكسرها ـــ ولم يقرأْ بهِ أحَدٌ ، وقرأ أبو عمرو « تَقْنِطُوا » ـــ بالكسر ـــ . وقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً } عمومٌ بمعنى الخصوصِ ؛ لأن الشِّرْكَ لَيْسَ بداخلٍ في الآيةِ إجماعاً ، وهي أيضاً في المعاصِي مقيَّدةٌ بالمشيئةِ ، ورُوِيَ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ : " إن اللَّه يغفرُ الذنوبَ جَميعاً ولاَ يُبَالِي " وقَرَأَ ابنُ مَسْعُودٍ : « إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً لِمَنْ يَشَاءُ » { وَأَنِـيبُوۤاْ } معناه : ٱرْجِعُوا .