Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 55-60)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ } معناه : أن القرآن العزيزَ تضمَّنَ عقائدَ نيرةً وأوامرَ ونواهيَ مَنْجِيَةً وَعِدَاتٍ على الطاعاتِ ، والبِرِّ ، وتضمَّن أيضاً حدوداً على المعاصِي وَوَعِيداً على بَعْضِها فالأحسنُ للمرءِ أنْ يسلك طَريق الطاعةِ والانتهاءِ عن المعصيةِ والعفوِ في الأمورِ ونحوِ ذلك مِنْ أنْ يسلكَ طريقَ الغَفْلَةِ والمعصيةِ ؛ فَيُحَدُّ أو يَقَعَ تَحْتَ الوعيدِ ، فهذا المعنَىٰ هو المقصود بـــ { أَحْسَنَ } ، وليس المعنى : أنَّ بعضَ القرآن أحْسَنُ مِنْ بَعْضٍ منْ حيثُ هو قرآن ، * ت * : وَرَوَىٰ أبو بكرِ بْنُ الخَطِيبِ بسنده عن أبي سعيد الخدريِّ قال : قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : في قولِ اللَّهِ ـــ عزَّ وجَلَّ ـــ : { يَا حَسْرَتَىٰ } قال : الحسرةُ أن يرى أهلُ النارِ منازِلَهُمْ من الجنة ، قال : فهي الحسرةُ ، انتهى . وقوله : { فَرَّطَتُ فِى جَنبِ ٱللَّهِ } أي : في جِهَةِ طاعتهِ وتضييعِ شريعتِه والإيمانِ به ، وقال مجاهدٌ : { فِى جَنبِ ٱللَّهِ } أي : في أمر اللَّه ، وقولُ الكافِر : { وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِينَ } نَدَامَةً على ٱستهزائِهِ بِأَمْرِ اللَّهِ ـــ تَعَالَىٰ ـــ ، و « كرة » مصدرٌ مِنْ كَرّ يَكُرُّ ، وهذا الكونُ في هذه الآيةِ داخلٌ في التَّمَنِّي ، وباقي الآيةِ أنوارُهُ لائحةٌ ، وحُجَجُهُ واضحةٌ ، ثم خاطبَ تعالَىٰ نبيَّه بِخَبَرِ مَا يَرَاهُ يومَ القيامةِ من حالَةِ الكُفّار ، وفي ضِمْنِ هذَا الخبرِ وَعِيدٌ بَيِّنٌ لمعاصريه ـــ عليه السلام ـــ فقال : { وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } { تَرَىٰ } من رؤيةِ العينِ ، وظاهرُ الآية أنَّ وجوههم تَسْوَدُّ حقيقةً .