Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 61-66)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَيُنَجِّى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ … } الآية ، ذَكَر تعالَىٰ حَالَةَ المُتَّقينَ ونجاتهم ؛ لِيُعَادِلَ بِذَلِكَ ما تَقَدَّمَ من شَقَاوَةِ الكَافِرِينَ ، وفي ذلك تَرْغِيبٌ في حالةِ المتقين ؛ لأن الأشياء تَتَبَيَّنُ بِأضْدَادِها ، و « مفازتهم » مصدَرٌ مِن الفَوْزِ ، وفي الكلام حَذْفُ مضافٍ ، تقديرُهُ : ويُنَجِّي اللَّهُ الذين ٱتَّقَوْا بأسْبَابِ مفازَتِهِمْ ، والـ { مَقَالِيدُ } : المفاتيح ؛ وقاله ابن عباس واحدها « مِقْلاَدُ » كـ « مِفْتَاحٍ » ، وقال عثمان بن عَفَّان : « سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن { مَقَالِيدُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } فقال : " هِيَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالحَمْدُ للَّهِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ هُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ يُحْيِي ويُمِيتُ ، وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " وقوله تعالى : { وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } قالت فرقة : المعنَىٰ : ولقد أوحِي إَلى كُلِّ نبيٍّ ؛ لَئِنْ أشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ، * ت * : قد تقدَّمَ غيرُ مَا مَرَّةٍ ، بأنَّ ما وَرَدَ مِن مِثْلِ هذا ، فهو محمولٌ على إرادةِ الأمَّةِ لعِصْمَة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما المرادُ مَنْ يمكنُ أنْ يَقَعَ ذلكَ مِنْهُ ، وخُوطِبَ هو صلى الله عليه وسلم تعظيماً للأمْرِ ، قال * ص * : { لَيَحْبَطَنَّ } جوابُ القَسَمِ ، وجَوابُ الشَّرْطِ محدوفٌ ؛ لِدَلاَلَةِ جَوابِ القسمِ عليه ، انتهى .