Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 170-173)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلْحَقّ مِن رَّبّكُمْ … } الآية : خطابٌ لجميعَ النَّاسِ ، وهي دعاءٌ إلى الشرْعِ ، ولو كانَتْ في أمر من أوامر الأحكام ، ونَحْوِ هذا ، لكانتُ : « يا أيها الذين آمنوا » ، والرسُولُ في الآية : نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قال سبحانه : { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ، وهذا خبرٌ بالاستغناءِ ، وأنَّ ضَرَر الكُفْر إنما هو نازلٌ بهم ، ثم خاطَبَ سبحانه أهْلَ الكتابِ مِنَ النصارَىٰ ، وهو أنْ يَدَعُوا الغُلُوَّ ، وهو تجاوُزُ الحَدِّ . وقوله : { فِي دِينِكُمْ } : معناه : في دِينِ اللَّهِ الَّذي أنْتُمْ مطلوبُونَ به ؛ بأنْ تُوحِّدوا اللَّه ، ولا تَقُولوا علَىٰ اللَّه إلا الحقَّ ، ولَيْسَتِ الإشارةُ إلى دينهم المُضَلِّل ، وعن عُبَادَةَ بْنِ الصامِتِ ( رضي اللَّه عنه ) ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَىٰ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَىٰ مَرْيَمَ ، وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ ـــ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَىٰ مَا كَانَ مِنَ عَمَلٍ " رواه مسلم ، والبخاريُّ والنسائيُّ ، وفي مسلمٍ : " أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ " انتهى . وقوله تعالى : { فآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } ؛ أي : الذين مِنْ جملتهم : عيسَىٰ ، ومحمَّد ـــ عليهما السلام ـــ . وقوله تعالى : { إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ } : « إنَّمَا » ؛ في هذه الآية : حاصرةٌ ، و { سُبْحَـٰنَهُ } : معناه : تنزيهاً له ، وتعظيماً ، والاستنكافُ إبَاءَةٌ بأَنَفَة . قال * ع * : وقوله سبحانه : { وَلاَ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } : زيادةٌ في الحُجَّة ، وتقريبٌ مِنَ الأذهان ، أي : وهؤلاءِ الذين هُمْ في أعْلَىٰ درجاتِ المَخْلُوقين لاَ يَسْتَنْكِفُونَ عن ذلك ، فكيفَ بسواهُمْ ، وفي هذه الآيةِ دليلٌ علَىٰ تفضيل الملائِكَةِ على الأنبياءِ . وقوله سبحانه : { فَسَيَحْشُرُهُمْ } : عبارةُ وعيدٍ . قال * ع * : وهذا الاِستنكافُ إنما يكونُ من الكُفَّار عن ٱتباع الأنبياءِ ، وما جَرَىٰ مَجْراه .