Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 26-28)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ … } الآية : التقديرُ عندَ سيبَوَيْهِ : يريد اللَّهُ لأنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ ، ويَهْدِيَكُمْ ، بمعنَىٰ : يُرْشِدَكُمْ ، والسُّنَنُ : الطُّرُقُ ، ووجوهُ الأمورِ ، وأَنحاؤُها ، والَّذِينَ مِنْ قبلنا : هم المؤمِنُونَ مِنْ كُلِّ شريعةٍ . وقوله سبحانه : { وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ … } الآية : مَقْصِدُ هذه الآيةِ الإخبارُ عن إرَادَة الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ ، فقُدِّمَتْ إرادةُ اللَّه تعالَىٰ تَوْطِئَةً مُظْهِرة لفسَادِ إرادة مُتَّبِعِي الشهواتِ ، واختلف المتأوِّلون في تَعْيينِ مُتَّبِعِي الشَّهَوَات ، فقال مجاهدٌ : هم الزناةُ ، وقال السُّدِّيُّ : هم اليهودُ والنصارَىٰ ، وقالَتْ فرقة : هم اليهودُ خاصَّة ؛ لأنَّهم أرادوا أنْ يتبعهم المُسْلِمُونَ في نِكَاحِ الأَخَوَاتِ مِنَ الأب ، وقال ابنُ زَيْد : ذلك على العمومِ في هؤلاءِ ، وفي كُلِّ متَّبعِ شهوةٍ ؛ ورجَّحه الطبريُّ . وقوله تعالى : { يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ … } الآية : أي : لَمَّا علمنا ضَعْفَكُمْ عَنِ الصَّبْر عن النِّساء ، خَفَّفنا عَنْكم بإباحة الإماء ، قاله مجاهدٌ وغَيْره ، وهو ظاهرُ مقصودِ الآيةِ ، ثم بَعْدَ هذا المَقْصِدِ تَخْرُجُ الآية مَخْرَجَ التفضُّلِ ؛ لأنها تتناوَلُ كُلَّ ما خفَّفه اللَّه سبحانَهُ عَنْ عباده ، وجعله الدِّينَ يُسْراً ، ويقع الإخبار عن ضَعْف الإنْسَان عامًّا ؛ حَسْبَما هو في نَفْسه ضعيفٌ يستَمِيلُهُ هواه في الأغْلَب .