Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 4-5)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَءاتُواْ ٱلنِّسَاء صَدُقَـٰتِهِنَّ نِحْلَةً … } الآية : قال ابن عَبَّاس وغيره : الآيةُ خطابٌ للأزواج وقال أبو صَالِحٍ : هي خطابٌ لأوليَاءِ النِّسَاءِ ؛ لأنَّ عادَةَ بَعْض العَرَب كانَتْ أنْ يأكل وليُّ المرأة مَهْرها ، فرفَعَ اللَّه ذلكَ بالإسْلام ، وقيل : إن الآية في المتشاغِرِينَ الذين يتزوَّجون امرأةً بأخْرَىٰ ، فُأمِرُوا أنْ يضربوا المُهُورَ . قال * ع * : والآية تتناوَلُ هذه التأويلاتِ الثَّلاثَ ، ونِحْلَةَ ، أي : عطيَّة منْكم لهُنَّ ، وقيل : نِحْلَة : معناه : شِرْعَة ؛ مأخوذٌ من النِّحَل ، وقيل : التقديرُ : نِحْلَةً مِنَ اللَّه لَهُنَّ ؛ قال ابنُ العَرَبِيِّ : وذلك أنَّ النحلة في اللُّغة : العطيَّةُ عنْ غَيْرِ عِوَضٍ . انتهى . وقوله : { فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً … } الآية : الخطابُ حَسْبَما تقدَّم مِنَ الاختلافِ ، والمعنَىٰ : إنْ وَهَبْنَ غيْرَ مكرَهَاتٍ ، طيِّبةً نفوسُهنَّ ، والضميرُ في « مِنهُ » يعود علَى الصَّدَاقِ ؛ قاله عكرمةُ وغيره ، « ومَنْ » : تتضمَّن الجِنْس ههنا ؛ ولذلك يجوزُ أنْ تهب المَهْر كلَّه . وقوله تعالى : { هَنِيئاً مَّرِيئاً } : قال اللغويُّون : الطعامُ الهَنِيءُ هو السَّائِغُ المستحسَنُ الحميدُ المَغَّبةِ ؛ : وكذلك المريءُ . وقوله سبحانه : { وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَاء أَمْوٰلَكُمُ } ، قال أبو موسَى الأشعريُّ وغيره : نَزَلَتْ في كلِّ مَنِ ٱقتَضَى الصِّفَة الَّتي شرط اللَّهُ مِنَ السَّفَهِ ، كان من كان ، وقولُه : { أَمْوٰلَكُمْ } ، يريد : أموالَ المخاطَبِينَ ؛ قاله أبو مُوسَى الأشعريُّ ، وابنُ عبَّاس ، والحَسَنُ ، وغيرهم ، وقال ابنُ جُبَيْر : يريدُ أموالَ السُّفَهاء ، وأضافها إلى المخاطَبِينَ ، إذ هى كأموالهم ، و { قِيَاماً } جمع قِيمَة . وقوله تعالى : { وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا … } الآية : قيل : معناه : فِيمَنْ تلزم الرَّجُلَ نفقتُهُ ، وقيل : في المحجُورِينَ مِنْ أموالهم ، وَ { مَّعْرُوفاً } : قيل : معناه : ٱدْعُوا لهم ، وقيل : معناه : عِدُوهُمْ وَعْداً حَسَناً ، أي : إنْ رَشَدتُّمْ ، دَفَعْنا لكُمْ أموالكم ، ومعنى اللفظة : كُلُّ كلام تعرفه النفُوسُ ، وتأْنس إلَيْه ، ويقتضيه الشَّرْع .