Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 51-52)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ … } الآية : أجْمَعَ المتأوِّلون أنَّ المراد بها طائفةٌ من اليهود ، والقَصَصُ يبيِّن ذلك ، ومجموعُ ما ذكره المفسِّرون في تَفْسير الجِبْتِ والطَّاغُوتِ يقتضي أنَّهُ كُلُّ مَا عُبِدَ وأُطِيعَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَىٰ . وقوله تعالى : { وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ … } الآية : سببها أنَّ قريشاً قالَتْ لِكَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ ، حين وَرَدَ مكَّة : أنْتَ سَيِّدُنَا ، وَسيِّدُ قَوْمِكَ ، إنَّا قومٌ نَنْحَرُ الكَوْمَاءَ ، وَنَقْرِي الضَّيْفَ ، وَنَصِلُ الرَّحِمَ ، وَنَسْقِي الحَجِيجَ ، وَنَعْبُدُ آلِهَتَنَا الَّتِي وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا ، وهَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ قَطَعَ الرَّحِمَ ، فَمَنْ أَهْدَىٰ نَحْنُ أوْ هُوَ ؟ فَقَالَ كَعْبٌ : أَنْتُمْ أَهْدَىٰ مِنْهُ ، وَأَقْوَمُ دِيناً ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيةُ ، قاله ابنُ عبَّاسٍ ، فالضمير في « يَقُولُونَ » عائد على كعْبٍ ، وعلى الجماعةِ الَّتي معه من اليهودِ المُحَرِّضين على قتَالِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم « والَّذِينَ كَفَرُوا » في هذه الآيةِ هم كفَّار قريشٍ ، والإشارة بـ « هؤلاء » إليهم والَّذِين آمنوا هم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأمته ، وقالتْ فرقة : بل المرادُ حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ وأتباعه ، وهم المقصودُ من أول الآيات . قال * ص * : « لِلَّذِينَ » : اللامُ للتبليغِ متعلِّقة بـ « يقولون » . انتهى .