Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 21-25)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } الضميرُ في : { يَسِيرُواْ } لكفارِ قُرَيْشٍ ، والآثارُ في الأرضِ هي المبانِي والمآثِرُ والصِّيتُ الدُّنْيَوِيُّ ، وذُنُوبُهُمْ كانَتْ تكذيبَ الأنبياءِ ، والواقي الساترُ المانعُ ؛ مأخوذٌ مِن الوِقَايةِ ، وباقي الآيةِ بيِّن ، وخصَّ تعالى هَامَانَ وقَارُونَ بالذِّكْرِ تَنْبِيهاً على مكانِهِما من الكُفْرِ ؛ ولكَوْنِهِمَا أشْهَر رِجَالِ فرعونَ ، وقيل : إن قارونَ هذا لَيْسَ بقارون بني إسرائيل ، وقيلَ : هو ذلكَ ، ولكنَّه كانَ منقطعاً إلى فرعونَ خادماً له مُسْتَغْنِياً معه . وقوله : { سَـٰحِرٌ } أي : في أمْرِ العَصَا ، و { كَذَّابٌ } في قوله : إني رسولُ اللَّهِ ، ثم أخبرَ تعالى عنهم أنهم لما جَاءَهُمْ موسى بالنبوّة والحقِّ من عند اللَّهِ ؛ قال هؤلاءِ الثَّلاثَةُ وأَجْمَعَ رَأْيُهم علَىٰ أَنْ يُقَتَّلَ أَبْنَاءُ بني إسرائيلَ أَتْبَاعِ مُوسَىٰ ، وشُبَّانُهُمْ وَأَهْلُ القُوَّةِ مِنْهُمْ ، وأن يُسْتَحْيَا النساءُ لِلْخِدْمَةِ وَالاسْتِرْقَاقِ ، وهذا رجوعٌ منهم إلى نحو القتل الأولِ الذي كان قَبْلَ ميلادِ موسَىٰ ، ولكنَّ هذا الأخيرَ لم تَتِمَّ لهم فيه عزمةٌ ، لاَ أعانَهُمُ اللَّه تَعَالَىٰ على شَيْءٍ منه ، قال قتادة : هذا قَتَلٌ غيرُ الأولِ الذي [ كانَ ] حَذَرَ المولودِ ، وسَمَّوْا مَنْ ذَكَرْنَا مِنْ بني إسرائيلَ أَبْنَاءَ ؛ كما تقولُ لأَنْجَادِ القبيلةِ أو المدينةِ وأَهْلِ الظُّهُورِ فِيها : هؤلاءِ أبناءُ فُلاَنَةٍ . وقوله تعالى : { وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَـٰفِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ } عبارةٌ وَجِيزَةٌ تُعْطي قوَّتُها أنَّ هؤلاءِ الثلاثةَ لَمْ يُقْدِرْهُمُ اللَّهُ تعالى على قتلِ أحدٍ مِنْ بني إسرائيل ، ولاَ نَجَحَتْ لهم فيهم سِعَايَةٌ .