Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 16-21)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً … } الآية ، تقدَّم قَصَصُ هؤلاء ، وقرأ نافع ، وأبو عمرو ، وابن كثير : { نَّحِسَاتٍ } ـــ بسكون الحاء ـــ ، وهي جمعُ « نَحْس » وقرأ الباقون : { نَّحِسَاتٍ } ـــ بكسر الحاء ـــ جمع « نَحِسٍ » علَىٰ وزن حَذِرٍ ، والمعنَىٰ في هذه اللفظة : مشائيمُ من النَّحْسِ المعروفِ ، قاله مجاهد وغيره ، وقال ابن عبَّاس : { نَّحِسَاتٍ } معناه مُتَتَابِعَاتٍ ، وقيل : معناه : شديدة ، أي : شديدة البَرْدِ . وقوله تعالى : { فَهَدَيْنَـٰهُمْ } معناه : بَيَّنَّا لهم ؛ قاله ابن عَبَّاس وغيره ، وهذا كما هي الآن شريعةُ الإسلامُ مُبَيَّنَةٌ لليهودِ والنصارَى المُخْتَلِطِينَ بنا ، ولكِّنهم يعرضون ويشتغلون بالضِّدِّ ، فذلك ٱستحبابُ العَمَىٰ على الهُدَىٰ ، و { ٱلْعَذَابِ ٱلْهُونِ } هو الذي معه هَوَانٌ وإذلالٌ ؛ قال أبو حَيَّان : « الهون » مصْدَرٌ بمعنى « الهَوَانِ » ، وُصِفَ به العذاب ، انتهى ، و { أَعْدَاءُ ٱللَّهِ } هم الكفار المخالفون لأمر اللَّه سبحانه ، و { يُوزَعُونَ } معناه : يُكَفُّ أَوَّلُهُمْ حَبْساً على آخرهم ؛ قاله قتادة ، والسُّدِّيُّ ، وأهل اللغة ، وهذا وصف حال من أحوال الكفرة في بعض أوقات القيامة ، وذلك عند وصولهم إلى جَهَنَّمَ ، فإنَّه سبحانه يستقرهم عند ذلك على أنفسهم ، ويسألون سؤالَ توبيخ عن كُفْرهم فيجحدُونَ ، ويحسبون أَنْ لا شاهِدَ عليهِم ، ويطلبون شهيداً عليهم من أنفسهم ، وفي الحديث الصحيح : " إنَّ الْعَبْدَ ـــ يَعْنِي الكَافِرَ ـــ يَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَلاَّ تَظْلِمَنِي ؟ قَالَ : فَإنَّ ذَلِكَ لَكَ ، قَالَ : فَإنِّي لاَ أَقْبَلُ عَلَيَّ شَاهِداً إلاَّ مِنْ نَفْسِي ، قَالَ فَيُخْتَمُ عَلَىٰ فِيهِ ، وَتَتَكلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُنَّ : بُعْداً لَكُنَّ ، وَسُحْقاً ، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أَدَافِعُ " الحديثَ ، قال أبو حَيَّان : { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا } : « ما » بعد « إِذا » زائدة للتوكيد ، انتهى .