Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 16-19)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِى ٱللَّهِ … } الآية ، قال ابن عباس ومجاهد : نزلت في طائفة من بني إسرائيل هَمَّتْ بردِّ الناس عن الإسلام وإضلالهم ، وقيل : نزلت في قريشٍ ؛ لأنَّها كانت أبداً تحاول هذا المعنى ، و { يُحَاجُّونَ فِى ٱللَّهِ } معناه : في دين اللَّه أو توحيدِ اللَّه ، أي : يحاجُّون فيه بالإبطال والإلحاد وما أشبهه ، والضمير في { لَهُ } يحتمل أنْ يعودَ على اللَّه تبارك وتعالى ، ويحتمل أنْ يعودَ على الدِّينِ والشرع ، ويحتمل أنْ يعودَ على النبي ـــ عليه السلام ـــ و { دَاحِضَةٌ } معناه : زاهقة ، والدَّحْضُ الزَّهقُ ، وباقي الآية بَيِّن . وقوله سبحانه : { ٱللَّهُ ٱلَّذِى أَنزَلَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ } معناه : مضمناً الحق ، أي : بالحق في أحكامه ، وأوامره ، ونواهيه ، وأخباره ، { وَٱلْمِيزَانَ } هنا : العدل ؛ قاله ابن عباس ومجاهد ، والناس ، وحكى الثعلبيُّ عن مجاهد ؛ أَنَّهُ قال : هو هنا الميزان الذي بأيدي الناس ، قال * ع * : ولا شَكَّ أَنَّه داخل في العدل وجزء منه . وقوله تعالى : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } وعيدٌ للمشركين ، وجاء لفظ « قريب » مُذَكَّراً من حيثُ تأنيثُ السَّاعَةِ ـــ غيرُ حقيقيٍّ ـــ ، وإذْ هي بمعنى الوقت . * ت * : ينبغي للمؤمن العاقل أنْ يتدبَّر هذه الآيةَ ونظائرها ، ويقدِّر في نفسه أَنَّه المقصود بها : [ البسيط ] @ لاَهٍ بِدُنْيَاهُ وَالأَيَّامُ تَنْعَاهُ وَالْقَبْرُ غَايَتُهُ وَاللَّحْدُ مَأْوَاهُ يَلْهُو فَلَوْ كَانَ يَدْرِي مَا أُعِدَّ لَه إذَنْ لأَحْزَنَهُ مَا كَانَ أَلْهَاهُ @@ قال الغَزَّاليُّ في « الإحياء » قال أبو زكريَّا التَّيْمِيُّ : بينما سليمانُ بنُ عبد الملك في المسجد الحرام ؛ إذ أُوتِيَ بحَجَرٍ منقوشٍ ، فَطَلَبَ مَنْ يَقْرَؤُهُ ، فأوتي بِوهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، فإذا فيه : ابنَ آدمَ ، إنك لو رأيْتَ قُرْبَ ما بَقِيَ من أَجْلِك ، لَزَهِدْتَ في طول أملك ؛ وَلَرَغِبْتَ في الزيادَةِ مِنْ عَمَلِك ، وَلَقَصَّرْتَ مِنْ حِرْصِكَ وحِيَلِكَ ، وإنما يلقاك غَداً نَدَمُك ؛ لو قد زَلَّتْ بك قَدَمُك ، وأسلمك أَهلُكَ وَحْشَمُك ، فَفَارَقَكَ الوَلَدُ والقَرِيب ؛ وَرَفَضَكَ الوَالِدُ والنَّسِيب ، فلا أَنْتَ إلى دُنْيَاك عائد ؛ ولا في حَسَنَاتِك زَائِد ، فَٱعْمَلْ ليومِ القيامهْ ، قبل الحسرة والندامهْ . فبكَىٰ سليمان بكاءً شديداً ، انتهى ، ، وباقي الآية بيِّن . ثم رَجَّى تبارك وتعالى عباده بقوله : { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } و { لَطِيفٌ } هنا بمعنى رفيق مُتَحَفٍّ ، والعباد هنا المؤمنون .