Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 9-12)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِىُّ … } الآية ، قوله : { أَمِ ٱتَّخَذُواْ } : كلامٌ مقطوعٌ مِمَّا قَبْلَهُ ، وليستْ بمعادلةٍ ، ولكنَّ الكلام كأَنَّه أَضْرَبَ عن حُجَّةٍ لهم أو مقالةٍ مُقَرَّرَةٍ ، فقال : { بَلِ * ٱتَّخَذُواْ } هذا مشهورُ قولِ النَّحْوِيِّينَ في مِثْلِ هذا ، وذهب بعضهم إلى أَنَّ « أم » هذه هي بمنزلة ألف الاستفهام دون تقدير إضرابٍ ، ثم أثبت الحكم بأَنَّه عز وجل هو الوليُّ الذي تنفع ولايته . وقوله تعالى : { وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ … } الآية ، المعنى : قل لهم يا محمَّد : وما اختلفتم فيه ، أَيُّها الناس ، مِنْ تكذيبٍ وتصديقٍ ، وإيمانٍ وكفرٍ ، وغَيْرِ ذلك فالحُكْمُ فيه والمجازاةُ عنه لَيْسَتْ إلَيَّ ولا بيدي ؛ وإنَّما ذلك إلى اللَّه تعالى ، الذي صفاته ما ذُكِرَ من إحياء الموتى والقدرة على كل شيء . وقوله تعالى : { جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } يريد : زوجَ الإنسان الأنثى ، وبهذه النعمة اتفق الذرء ، وليست الأزواج ههنا الأنواع . وقوله : { وَمِنَ ٱلأَنْعَـٰمِ أَزْوٰجاً } الظاهر أيضاً فيه والمُتَّسِقُ أَنَّهُ يريد إناث الذَّكْرَان ، ويحتمل أنْ يريد الأنواع ، والأوَّل أظهر . وقوله : { يَذْرَؤُكُمْ } أي : يخلقكم نسلاً بعد نَسْلٍ ، وقرناً بعد قَرْنٍ ؛ قاله مجاهد ، والناس ، فلفظة « ذرأ » تزيد على لفظة « خلق » معنى آخرَ ليس في « خلق » ، وهو توالي طبقات على مَرِّ الزمان . وقوله : { فِيهِ } الضمير عائد على الجَعْلِ يتضمَّنه قوله : { جَعَلَ لَكُم } وهذا كما تقول : كَلَّمْتُ زَيْداً كلاماً أكرمته فيه ، وقال القُتَبِيُّ : الضمير للتزْوِيجِ ، ولفظة « في » مشتركة على معانٍ ، وإنْ كان أصلها الوعاء ، وإليه يردها النظر في كل وجه . وقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ } الكاف مؤكِّدة للتشبيه ، فنفي التشبيه أوكَدُ مَا يكُونُ ؛ وذلك أَنّك تقول : زيدٌ كعمرو ، وزيْدٌ مِثْلُ عمرو ، فإذا أردتَ المبالغة التامَّة قلتَ : زيدٌ كَمِثْلِ عَمْرٍو ، وجرتِ الآية في هذا الموضع على عُرْفِ كلامِ العَرَبِ ، وعلى هذا المعنى شواهِدُ كثيرة ، وذهب الطَّبَرِيُّ وغيره إلى أَنَّ المعنى : ليس كهو شيء ، وقالوا : لفظة { مَثَلُ } في الآية توكيدٌ ، وواقعةٌ موقع « هو » ، و « المقاليد » : المفاتيحُ ؛ قاله ابن عبَّاس وغيره ، وقال مجاهدٌ هذا أصلها بالفارِسِيَّةِ ، وهي ههنا ٱستعارةٌ لوقوعِ كُلِّ أمرٍ تَحْتَ قدرته سبحانه ، وقال السُّدِّيُّ : المقاليدُ : الخزائن ، وفي اللفظ على هذا حذفُ مضافٍ ، قال قتادة : مَنْ ملك مقاليد خزائن ، فالخزائن في مِلْكِهِ .