Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 43-49)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } رُوِيَ عن ابن زيد ؛ أَنَّ الأثيم المشار إليه أَبُو جَهْلٍ ، ثم هي بالمعنى تتنَاوَلُ كُلَّ أثيمٍ ، وهو كُلُّ فاجر ، رُوِيَ أَنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ ، جَمَعَ أبو جَهْلٍ عَجْوَةً وَزُبْداً ، وقال لأصحابه : تَزَقَّمُوا ، فهذا هو الزَّقُّومُ ، وهو طَعَامِي الذي حَدَّثَ به محمَّدٌ ، قال * ع * : وإنَّما قصد بذلك ضَرْباً من المغالطة والتلبيس عَلَى الجَهَلَةِ . وقوله سبحانه : { كَٱلْمُهْلِ } قال ابن عباس ، وابن عمر : « المُهْلُ » : دُرْدِيُّ الزَّيْتِ وعَكَرُهُ ، وقال ابن مَسْعُودٍ وغيره : « المُهْلُ » : ما ذاب مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ ، والمعنى : أَنَّ هذه الشجَرَةَ إذا طَعِمَهَا الكافِرُ في جَهَنَّمَ ، صارَتْ في جوفه تَفْعَلُ كما يفعل المُهْلُ المُذَابُ من الإحراق والإفساد ، ، و { ٱلْحَمِيمِ } : الماءُ السُّخْنُ الذي يتطايَرُ من غليانه . وقوله : { خُذُوهُ … } الآية ، أي : يقال يومئذ للملائكة : خذوه ، يعني الأثيم { فَٱعْتِلُوهُ } و « العَتْلُ » : السَّوْقُ بعُنْفٍ وإهانةٍ ، ودَفْعٌ قَوِيٌّ مُتَّصِلٌ ، كما يُسَاقُ أبداً مرتكبُ الجرائمِ ، و « السَّوَاء » : الوَسَط ، وقيل : المُعْظمُ ، وذلك متلازِمٌ . وقوله تعالى : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } مُخَاطَبَةٌ على معنى التَّقْرِيعِ .