Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 4-17)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } معناه يُفْصَلُ من غيره وَيَتَخَلَّصُ ، فعن عِكْرِمَةَ أَنَّ اللَّه تعالَىٰ يَفْصِلُ ذلك للملائكة في ليلة النصف من شعبان ، وفي بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أَنَّهُ قال : " تُقْطَعُ الآجَالُ مِنْ شَعْبَانَ إلَى شَعْبَانَ ، حَتَّىٰ إنَّ الرَّجُلَ ليَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهُ ، وَلَقَدْ خَرَجَ ٱسْمُهُ في المَوْتَىٰ " وقال قتادة ، والحسن ، ومجاهد : يُفْصَلُ في ليلة القدر كُلُّ ما في العامِ المُقْبِلِ ، من الأقدار ، والأرزاقِ ، والآجال ، وغير ذلك ، و { أمْراً } نُصِبَ على المصدر . وقوله : { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } يحتمل أنْ يريدَ الرُّسُلَ والأَشْيَاءَ ، ويحتمل أَنْ يريدَ الرحمة التي ذكر بَعْدُ ، واختلف الناس في « الدخان » الذي أمر اللَّه تعالى بارتقابه ، فقالت فرقة ؛ منها عليٌّ ، وابن عباس ، وابن عمر ، والحَسَنُ بْنُ أبي الحَسَنِ ، وأبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ : هو دُخَانٌ يجيء قَبْلَ يومِ القيامة ، يُصِيبُ المؤمنَ منه مِثْلُ الزكام ، ويَنْضَحُ رُؤُوسَ المنافِقِينَ والكافِرِينَ ، حتى تكونَ كأنَّها مَصْلِيَّةٌ حنيذة ، وقالت فرقة ، منها ابن مسعود : هذا الدخان قد رأته قريشٌ حين دعا عليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ ، فكان الرجُلُ يَرَىٰ من الجُوع دُخَاناً بينه وبين السماء ؛ وما يأتي من الآيات يُؤَيِّدُ هذا التأويلَ ، وقولهم : { إِنَّا مُؤْمِنُونَ } كان ذلك منهم مِنْ غَيْرِ حقيقةٍ ، ثم قال تعالى : { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ } أي : من أين لهم التَّذَكُّرُ وَالاتعاظُ بعد حُلُولِ العذاب ؟ { وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم فـ { تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } ، أي : أعرضوا { وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } . وقوله : { إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } أي : إلى الكفر ، واختلف في يوم البَطْشَةِ الكُبْرَىٰ ، فقالتْ فرقةٌ : هو يوم القيامة ، وقال ابن مسعود وغيره : هو يوم بدر .