Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 21-22)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَـٰتِ } قيل : إنَّ الآية نزلَتْ بسبب ٱفتخارٍ كان للكُفَّارِ على المؤمنين ، قالوا : لَئِنْ كَانَتْ آخِرَةٌ ، كما تزعمون ، لَنُفَضَّلَنَّ عليكم فيها ، كما فُضِّلْنَا في الدُّنْيَا . و { ٱجْتَرَحُواْ } معناه : اكتسبوا ، وهذه الآية متناولة بلفظها حالَ العُصَاةِ من حال أهل التقوى ، وهي موقف للعارفين يَبْكُونَ عنده ، ورُوِيَ عن الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ ، أَنَّهُ كانَ يُرَدِّدُهَا ليلةً حتَّى أَصْبَحَ ، وكذلك عن الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، وكان يقول لنفسه : لَيْتَ شِعْرِي ! مِنْ أيِّ الفَرِيقَيْنِ أَنْتَ ؟ وقال الثعلبيُّ : كانت هذه الآية تُسَمَّى مَبْكَاةَ العابدين ، قال * ع * : وأَمَّا لفظها فيعطى أَنَّه اجتراحُ الكُفْرِ ، بدليل معادلته بالإِيمان ، ويحتمل أَنْ تكونَ المعادلة بَيْنَ الاِجتراحِ وَعَمَلِ الصالحات ، ويكونَ الإيمانُ في الفريقَيْنِ ، ولهذا بكى الخائفون ـــ رضي اللَّه عنهم ـــ . * ت * : وروى ابن المبارك في « رقائقه » بسنده ؛ أَن تَمِيماً الدَّارِيَّ ـــ رضي اللَّه عنه ـــ باتَ ليلةً إلى الصَّبَاحِ ، يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ ، وَيُرَدِّدُ هذه الآية : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَـٰتِ } الآية ، ويبكي ـــ رضي اللَّه عنه ـــ ، انتهى . وقوله : { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } : « ما » مصدريةٌ ، والتقدير : ساء الحُكْمُ حْكْمُهُم .