Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 10-14)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله عز وجل : { قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِى إِسْرٰءِيلَ … } الآية ، جوابُ هذا التوقيفِ محذوفٌ ، تقديره : أَلَيْسَ قد ظلمتم ؟ ! ودَلَّ على هذا المُقَدَّرِ قولُهُ تعالَىٰ : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } قال مجاهد وغيره : هذه الآية مدنية ، والشاهد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ ، وقد قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : فيَّ نَزَلَتْ ، وقال مَسْرُوقُ بْنُ الأجْدَعِ والجمهورُ : الشاهد موسَى بْنُ عِمْرَانَ ـــ عليه السلام ـــ ، والآية مكية ، ورَجَّحَه الطَّبْرِيُّ . وقوله : { عَلَىٰ مِثْلِهِ } يريد بالمثل التوراةَ ، والضمير عائد في هذا التأويل على القرآن ، أي : جاء شاهد من بني إسرائيل بمثله أَنَّه من عند اللَّه سبحانه . وقوله : { فَـئَامَنَ } ، على هذا التأويل ، يعني به تصديقَ موسَىٰ وتبشيرَهُ بِنَبِيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم . وقوله سبحانه : { وَمِن قَبْلِهِ } أي : مِنْ قَبْلِ القرآنِ { كِتَابُ مُوسَىٰ } يعني : التوراة { وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ } يعني القرآن { مُّصَدِّقُ } للتوراة التي تَضَمَّنَتْ خبره ، وفي مصحف ابن مسعود : « مُصَدِّقٌ لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ » و { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } هم : الكفار ، وعَبَّرَ عن المؤمنين بالمحسنين ؛ ليناسِبَ لفظ « الإحسان » في مقابلة « الظلم » . ثم أخبر تعالى عن حُسْنِ [ حال ] المستقيمين ، وذهب كَثِيرٌ من الناس إلى أَنَّ المعنى : ثم استقاموا بالطاعات والأعمال الصالحات ، وقال أبو بكر الصديق ـــ رضي اللَّه عنه ـــ المعنى : ثم استقاموا بالدَّوَامِ على الإيمان ؛ قال * ع * : وهذا أَعَمُّ رجاءً وأَوْسَعُ ، وإن كان في الجملة المؤمنة من يُعَذَّبُ وَيَنْفُذُ عليه الوعيد ، فهو مِمَّنْ يَخْلُدُ في الجَنَّةِ ، وينتفي عنه الخوفُ والحُزْنُ الحَالُّ بالكَفَرَةِ . وقوله تعالى : { جَزَاءَ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } قد جعل اللَّه سبحانه الأعمالَ أَمَارَاتٍ علَىٰ ما سَيَصِيرُ إليه العَبْدُ ، لا أَنَّهَا توجب على اللَّه شيئاً .